الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عمرو محمود ياسين: والدي غرس في قلبي حب المدينة الباسلة وتقديم سيرته الذاتية صعب

  • مشاركة :
post-title
عمرو محمود ياسين

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

نقاد يستعرضون مشوار الفنان الراحل من مسارح المدينة إلى النجومية

افتتحت إدارة مهرجان بورسعيد السينمائي فعاليات دورته الأولى بتكريم تجربة الفنان محمود ياسين، أحد أبرز أبناء المدينة الباسلة وأحد أبرز رموزها الفنية التي أثرت في السينما المصرية والعربية، وقد شهدت الدورة الأولى ندوة تكريمية حملت اسم الراحل، حيث تحدث خلالها ابنه، المؤلف عمرو محمود ياسين، عن تأثير والده الفني وارتباطه العميق ببورسعيد، تلك المحافظة التي كانت دومًا مصدر إلهام له.

شهدت الندوة حضور عدد من الفنانين، من بينهم محمد لطفي، إلى جانب نقاد وصناع السينما الذين أكدوا أن الفنان الراحل سيظل دائمًا رمزًا استثنائيًا في تاريخ السينما المصرية، وابنًا بارًا لبورسعيد التي كانت جزءًا من مسيرته الفنية المشرفة.

وأعرب عمرو محمود ياسين عن اعتزازه البالغ بأن تحمل الدورة الأولى اسم والده، معتبرا أن ذلك يليق برجل كان يجد متعته في التمثيل ومخلصًا لمهنته، وترك رصيدًا ضخمًا من الأعمال في السينما والدراما التلفزيونية والمسرح، وفي أوجه ازدهاره الفني كان يقدم نحو 10 أفلام سنويًا، وسط تنافس كبير من المنتجين على الفوز بجهوده، فضلًا عن تميزه الخاص على خشبة المسرح، حيث قدم أعمالًا مهمة تركت بصمة خالدة.

وأضاف عمرو أن والده كان يتحدث دائمًا عن بورسعيد بحب، إلى درجة أنه غرس هذا الشعور داخله منذ الصغر، مشيرًا إلى أن المدينة شكلت مهدًا لموهبته، حيث انطلق من مسارحها قبل أن يحلق في سماء الشهرة والأضواء.

عمرو محمود ياسين: لا للسيرة الذاتية

خلال الندوة، كشف عمرو عن موقفه من فكرة تقديم سيرة ذاتية لوالده في عمل فني، مؤكدًا أنه لا يحبذها ويتوقع أن والده نفسه لم يكن ليحبها. وقال: "الموضوع بالفعل صعب للغاية، ليس لأنه عمل فني عن والدي فقط بل أيضًا هناك صعوبة في اختيار ممثلين قادرين على تجسيد أدوار لنجوم بحجم سعاد حسني وحسين فهمي وغيرهما من نجوم هذا الجيل".

وأوضح أن مثل هذه الأعمال تحتاج إلى تفاصيل دقيقة يصعب توافرها، ولذلك لا يميل إلى الفكرة.

وتحدث السيناريست عن سمات شخصية والده، مشيرًا إلى أنه كان شديد التواضع، يبادر بتحية الناس في الشوارع دون أن ينتظر منهم البدء، وفي الوقت ذاته كان صارمًا داخل المنزل، موازنًا بين محبته لعائلته والتزامه بالقيم والانضباط.

منافسة جيل السبعينيات وروح الالتزام

استعاد عمرو ذكريات جيل والده، واصفًا المنافسة بين نجوم السبعينيات بأنها كانت "منافسة محمودة"، انعكست على جودة الإنتاج وغزارته. وأيضًا اشتراكهم في جهود وطنية لصالح بلدهم، وضرب مثالًا بمسرحية "بداية ونهاية" التي شارك فيها والده وعدد من كبار الفنانين، وكانت إيراداتها مخصصة لتسديد ديون مصر، معتبرًا هذا الوعي الجمعي نموذجًا يحتذى به.

شهادات النقاد

من جهته، قدّم الباحث محمد شوقي قراءة نقدية لمسيرة محمود ياسين، واصفًا إياه بـ"الابن البار للمدينة الباسلة". وأكد أن الراحل لم يكن مجرد نجم شباك بل فنان متنوع تعاون مع مخرجين من أجيال مختلفة، وساهم في إبراز أسماء صارت بدورها نجومًا مثل محمود عبد العزيز ونادية الجندي وإلهام شاهين وسماح أنور.

وأشار شوقي إلى أن ياسين كان مخلصًا للمسرح إلى درجة رفضه بعض الأدوار السينمائية في سبيل البقاء على خشبة المسرح، مستشهدًا بمقولة الفنانة سميحة أيوب: "من لم يشاهد محمود ياسين على المسرح لم يعرفه جيدًا".

تكريم مدير التصوير أحمد المرسي

وفي إطار فعاليات اليوم الأول، أقيمت ندوة خاصة لتكريم مدير التصوير أحمد المرسي، الذي أعرب عن سعادته بتكريمه في الدورة الأولى، خاصة أنها تحمل اسم الفنان الكبير محمود ياسين، مؤكدًا أن التصوير السينمائي ليس مجرد تقنية بل تحدٍ مستمر، يتطلب صبرًا وجلَدًا وقدرة على مواجهة المخاطر.

وتوقف عند المبادرة الخاصة بتخصيص جائزة باسم مدير التصوير الراحل تيمور تيمور، معتبرًا أنها لمسة وفاء حقيقية لأحد أعمدة المهنة، متمنيًا أن يظل اسم تيمور حاضرًا في ذاكرة الأجيال.

أحمد المرسي
أحمد المرسي: أتمنى عودة داود عبد السيد إلى الإخراج

وكشف المرسي عن حجم المخاطر التي يواجهها مديرو التصوير، خاصة في مشاهد الحركة والانفجارات، مؤكدًا أن التأمين لا يلغي عنصر المجازفة، كما استعاد ذكرياته مع فيلم "أيام السادات" مع أحمد زكي والمخرج محمد خان، واصفًا الأخير بـ"الصديق والمعلم وصاحب الشخصية القوية".

وعند سؤاله عن الفارق بين العمل مع المخرجين داود عبد السيد ومروان حامد، رفض المقارنة، مشيرًا إلى أن لكل منهما بصمته الخاصة، معربًا عن أمله في عودة داود عبد السيد إلى السينما.

وكشف المرسي عن أن التكنولوجيا الحديثة أضافت بالفعل الكثير للتصوير السينمائي وجعلت هناك سهولة إلى حد ما، لكنها أخذت منه بعض الجدية والحرص في كواليس العمل، حسب رأيه.

واستعرض مدير التصوير تجربته مع فيلم "الفيل الأزرق"، كاشفًا عن تفاصيل مشهد محوري كان من المقرر تصويره في أحد شوارع منطقة الزمالك، لكنه اقترح نقله إلى أسفل كوبري 15 مايو، ما منح المشهد طابعًا بصريًا خاصًا وأضفى عليه تركيزًا أكبر، وأكد أن هذه القرارات الإبداعية هي التي تصنع الفارق بين مشهد عابر وآخر خالد في ذاكرة الجمهور.

يشار إلى أن الدورة الأولى لمهرجان بورسعيد السينمائي تستمر حتى يوم 22 سبتمبر الجاري وتقام تحت شعار "سينما تضيء".