هوت معدلات التأييد للائتلاف الحكومي الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، على خلفية اجتياح مدينة غزة، وفق استطلاع للرأي نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة.
ولأول مرة منذ بداية الحرب على غزة، أظهر الاستطلاع أن المعارضة حصلت على 61 مقعدًا، وتستطيع تشكيل حكومة دون الحاجة إلى دعم الأحزاب العربية.
وكشف الاستطلاع أنه على خلفية تفاقم العملية العسكرية لاحتلال مدينة غزة، و"خطاب سبارتا" الذي ألقاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي حذر من العزلة الدولية وأثار سوق الأسهم، ضعفت كتلة الائتلاف إلى 49 مقعدًا، في حين استقرت المعارضة عند 61 مقعدًا من دون الحاجة إلى المقاعد العشرة للأحزاب العربية.
يبرز الاستطلاع مجددًا أن الأحزاب الصغيرة قد تحدد مصير الانتخابات، فبينما تجاوز حزب "أزرق أبيض" بقيادة بيني جانتس عتبة الحسم هذا الأسبوع، فإن حزب "الصهيونية الدينية" بقيادة الوزير اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش يتخلف مجددًا عن هذه العتبة.
إحصائية أخرى مثيرة للاهتمام في هذا الاستطلاع هي حزب نفتالي بينيت، الذي خسر 3 مقاعد وهبط إلى 20 مقعدًا فقط، فيما لم يغير الإعلان الرسمي عن اسم حزب جادي آيزنكوت "ياشار مع آيزنكوت" وضعه، وحصل على 9 مقاعد هذا الأسبوع أيضًا
يُظهر استطلاع "معاريف" أيضًا أن غالبية الإسرائيليين (52%) لا يثقون ببنيامين نتنياهو كرئيس وزراء لإسرائيل (منهم 40% لا يثقون به إطلاقًا)، في المقابل، يثق 44% بنتنياهو، بينما لا يعرف 4% آخرون.
وبحسب الكتل السياسية، فإن جميع الناخبين في الائتلاف تقريبًا (91%) يثقون بنتنياهو (منهم 61% يثقون به كثيرًا)، مقارنة بـ 85% من الناخبين في المعارضة الذين لا يثقون به (70% منهم لا يثقون به على الإطلاق).
ووفقًا لسيناريو تنافس حزبين جديدين في انتخابات الكنيست القادمة، وهما حزب بينيت 2026 وحزب "ياشار" بقيادة جادي آيزنكوت، مع بقاء الأحزاب الأخرى دون تغيير، ستكون الأرقام كما يلي: الليكود 25 مقعدًا، بينيت 20، الديمقراطيون 11، إسرائيل بيتنا 10، "ياشار" بقيادة آيزنكوت 9، شاس 8، أوتزما يهوديت 8، يهدوت هتوراة 8، يش عتيد 7، العربية الموحدة 5، حداش-تاعل 5، أزرق أبيض 4، الصهيونية الدينية صفر.
وبذلك يحصل ائتلاف نتنياهو على 49 مقعدًا، وكتلة المعارضة (بينيت-آيزنكوت) على 61 مقعدًا، والأحزاب العربية على 10 مقاعد.
وبدأت أعداد كبيرة من قوات جيش الاحتلال منذ مساء الاثنين الماضي بالتحرك باتجاه وسط مدينة غزة، ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطًا متصاعدة من عائلات المحتجزين ومن شخصيات عسكرية سابقة، وسط مخاوف من أن توسيع العمليات العسكرية سيعرض المحتجزين للخطر ويزيد من الكلفة الإنسانية للحرب. ورغم ذلك، يصر نتنياهو على المضي قدمًا في عملياته، فيما يصف منتقدوه نهجه بأنه "كارثي".
اعتراف بالعزلة
وللمرة الأولى منذ بدء الحرب على غزة قبل نحو عامين، اعترف نتنياهو بأن إسرائيل تواجه عزلة دولية متزايدة قد تستمر لسنوات. وقال خلال مؤتمر لوزارة المالية في القدس، الاثنين الماضي، إن إسرائيل "لا خيار أمامها سوى الاعتماد على نفسها"، متوقعًا أن ينعكس ذلك على الاقتصاد والصناعة الدفاعية.
كما أقر بأن إسرائيل قد تضطر إلى تبني ما وصفه بـ"خصائص الاكتفائية"، أي تقليل الاعتماد على التجارة الخارجية والانفتاح الاقتصادي الذي لطالما تباهى بأنه "مهندس ثورته" في التسعينيات.
وأضاف: "إنها كلمة أكرهها، لكن لا مفر من أن نكيف أنفسنا مع واقع العزلة المتصاعدة"، بحسب تقرير لشبكة "سي. إن. إن" الأمريكية.
وأشار إلى أن صناعة السلاح من بين أبرز القطاعات المتضررة، مؤكدًا أن إسرائيل ستسعى لتطوير قدراتها العسكرية محليًا لتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي، موضحًا أن "المعركة تفرض علينا ذلك".
جاءت تصريحات نتنياهو في وقت فرضت فيه دول أوروبية مثل فرنسا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا قيودًا أو حظرًا جزئيًا على تصدير السلاح إلى إسرائيل بسبب تداعيات الحرب في غزة، في حين لا تزال الولايات المتحدة المورد الرئيسي، إذ لم تفرض أي قيود، بل رفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سريعًا تعليقًا مؤقتًا فرضته إدارة الرئيس السابق جو بايدن على شحنة قنابل تزن طنين.