الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحديات السينما الكورية والذكاء الاصطناعي بافتتاح مهرجان "بوسان السينمائي"

  • مشاركة :
post-title
المخرج الكوري بارك تشان ووك

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

أعرب المخرج الكوري بارك تشان ووك عن قلقه إزاء وضع السينما الكورية، خلال المؤتمر الصحفي لفيلم الافتتاح لا خيار آخر في الدورة الـ30 من مهرجان بوسان السينمائي الدولي، موضحًا أن الصناعة شهدت تحسنًا طفيفًا منذ يوليو الماضي بعد ركود حاد في النصف الأول من العام. وقال: "تمر الصناعة حاليًا بصعوبات كبيرة، وتواجه صناعة السينما تحديات أكبر من عملية صناعة الأفلام نفسها، ولذلك نتساءل جميعًا عمّا إذا كانت دور العرض قادرة على تجاوز هذه الأزمة والعودة مجددًا لتكون مكانًا محبوبًا للجمهور".

الفيلم الدرامي، الذي عُرض لأول مرة في فينيسيا الشهر الماضي، مقتبس من رواية الفأس للكاتب دونالد إي. ويستليك (1997)، ويعيد تقديم القصة من منظور عائلة كورية مكافحة. يتابع الفيلم قصة رجل يفقد عمله في مصنع للورق، ومع تضاؤل فرصه الوظيفية، يسعى جاهدًا لتأمين وظيفة وحماية أسرته.

وأوضح بارك أن القصة لامست وجدانه كرمز لمعاناة صانعي الأفلام اليوم، قائلاً: "إن تلاشي صناعة الورق لا يختلف عما نواجهه في السينما، فكلاهما قطاعان كانا يُعتبران لا غنى عنهما، ومع ذلك يكافحان اليوم من أجل البقاء".

مشكلة الذكاء الاصطناعي

وربط المخرج موضوعات الفيلم الأكثر قتامة بالقلق المعاصر من التكنولوجيا، محذرًا: "في الفصل الأخير من الفيلم تُطرح مشكلة الذكاء الاصطناعي، وهي تعكس خوفًا نتشاركه جميعًا، وحتى إن لم يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا في صناعتنا بعد، فمن المستحيل قياس وتيرة تطوره، ولا أحد يعلم ما قد يحدث قريبًا".

وأكد بارك أن الفيلم صُنع خصيصًا للعرض على الشاشة الكبيرة: "هذا فيلم يستحق أن يُشاهد في السينما، وإذا عاد الجمهور لاكتشاف تلك المتعة من جديد، فسيساعد ذلك على تعافي الصناعة".

من جانبه، شدد بطل العمل لي بيونج هون على أهمية التجربة السينمائية، قائلاً: "حتى أنا اكتشفتُ جوانب جديدة في الفيلم عند مشاهدته للمرة الثانية والثالثة، فالتفاصيل في الأداء والإخراج لا تنبض بالحياة إلا على الشاشة الكبيرة، ولهذا السبب يجب على الناس مشاهدته في دور العرض".

كما أكدت الممثلة سون يي جين على البعد العاطفي للقصة، موضحة أنها تقمّصت دورها كأم وزوجة في مواقف عادية جدًا، وقالت: "قد تكون القصة عن الورق، لكنها أيضًا عن كيفية تكيف الناس وتحملهم وحبهم".

وشارك في المؤتمر أيضًا الممثلون بارك هاي سو ولي سونج مين ويوم هي ران، الذين أشادوا بمدينة بوسان بوصفها موطنًا رمزيًا للسينما الكورية. ومع ذلك، بقيت تحذيرات بارك ماثلة، لتجعل من لا خيار آخر ليس مجرد اقتباس متقن لرواية ويستليك، بل انعكاسًا لصناعة تُصارع حالة من عدم اليقين الوجودي.