لا يزال التصعيد بين جماعة الحوثي في اليمن ودولة الاحتلال الإسرائيلي منذ الحرب على غزة، تثير توترًا إقليميًا، إذ تحوّل ميناء الحديدة اليمني إلى مسرح لغارات عنيفة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، ضمن عملية وصفت بأنها استمرار للحصار البحري والجوي المفروض على الحوثيين.
وجاءت العملية بعد ساعات قليلة من تحذير علني وجهه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، للمدنيين والسفن الراسية في الميناء بضرورة الإخلاء الفوري.
12 هجومًا على الميناء
بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية 12 غارة جوية استهدفت ثلاثة أرصفة في ميناء الحديدة، الذي يُعد شريانًا حيويًا لليمن، فيما أكدت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين وقوع هذه الهجمات.
وجاء القصف بعد إطلاق صواريخ حوثية وطائرات مسيّرة استهدفت منطقة العربة المحتلة في إسرائيل، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي بيان رسمي لمكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أوضح أن الضربات استهدفت "البنية التحتية العسكرية لنظام الحوثيين"، متّهمًا الجماعة باستخدام الميناء لنقل أسلحة إيرانية "تُستغل لتنفيذ مؤامرات ضد إسرائيل وحلفائها".
وأضاف البيان أن الحوثيين "ينفذون هجمات متكررة بالطائرات المسيّرة والصواريخ أرض–أرض تجاه إسرائيل، ويستغلون المجال البحري لتنفيذ عمليات تهدد حركة الملاحة والتجارة العالمية".
تصريحات إسرائيلية وحوثية
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قال في تصريحات صحفية :"هاجم سلاح الجو ميناء الحديدة لضمان استمرار الحصار البحري والجوي على الحوثيين، وستواصل تلقي الضربات ودفع ثمن باهظ لأي محاولة لمهاجمة دولة إسرائيل".
من جانبه؛ أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن الدفاعات الجوية للجماعة "تتصدى حاليًا لطائرات إسرائيلية تهاجم اليمن"، مؤكدًا أن هذه المنظومات أحدثت "إرباكًا كبيرًا في صفوف الطائرات المهاجمة، وأجبرت بعضها على التراجع قبل تنفيذ ضرباتها"، مشيرًا إلى أن الحوثيين أحبطوا محاولات اختراق عميق للأجواء اليمنية.
ساحة مواجهة مفتوحة
في الوقت الذي كانت فيه الغارات الإسرائيلية تضرب ميناء الحديدة، خرجت جنازات ضحايا هجوم إسرائيلي سابق، نفذه الاحتلال الأربعاء الماضي، على صنعاء ومحافظة الجوف، وبحسب وزارة الصحة اليمنية، أسفر ذلك الهجوم عن مقتل 35 شخصًا وإصابة 131 آخرين، بينهم مدنيون.
في المقابل، أكد متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن تلك الضربات "استهدفت أهدافًا عسكرية تابعة للنظام الحوثي"، بما في ذلك "مخازن أسلحة، معسكرات تدريب، ومقرات دعائية للمتمردين".
وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن العملية الإسرائيلية بالحديدة تأتي في إطار إستراتيجية ردع متواصلة، تهدف إلى تقليص قدرات الحوثيين على شن هجمات صاروخية ومسيّرة على إسرائيل، إضافة إلى الحد من نفوذ إيران في البحر الأحمر.
ومع استمرار التوتر بين الطرفين، يبقى ميناء الحديدة ذلك الممر الحيوي للشحن الدولي ساحة مواجهة مفتوحة بين إسرائيل والحوثيين، في وقت يُخشى فيه من اتساع دائرة الصراع إلى ممرات الملاحة العالمية.