الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محمد المنصور: خشبة المسرح العربي لم تعد تحتفظ بمكانتها الذهبية

  • مشاركة :
post-title
الفنان الكويتي محمد المنصور

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

في بهو مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، كانت الأضواء تلمع على الخشبة لا لتعلن بداية عرض جديد، بل لتحتفي برحلة فنان حمل شغف المسرح بين يديه لأكثر من نصف قرن، ووسط تصفيق الحاضرين، صعد الفنان الكويتي محمد المنصور، ليستلم درع التكريم الذي لم يكن مجرد احتفاء بفنان، بل اعتراف بصوت ظل وفيًا للمسرح.

سعادة كبيرة غمرت المنصور لتكريمه في القاهرة، إذ قال في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": "هذا التكريم مهم لي للغاية واستقبلته بترحاب كبير، خصوصًا أنه يأتي من مصر البلد التي أعشقها وتربيت فيها واختلطت من خلالها مع رواد المسرح العربي، وعشت فيها أجمل لحظات حياتي".

علق المنصور في تصريحاته عن الوضع الحالي للمسرح العربي، إذ يرى أن خشبة المسرح لم تعد تحتفظ بمكانتها الذهبية، والعروض لم تعد تنبض بقضايا إنسانية وفكرية كبرى، تعكس قلق الإنسان وأسئلته الوجودية والاجتماعية كما كان في الماضي، قائلًا: "المسرح الحقيقي يقوم على القضايا التي تمس روح الإنسان، وهناك تراجع ملحوظ في جودة العروض، واصفً إياها بالسطحية والبسيطة".

وتابع: "حتى الترفيه في المسرح التجاري قديمًا كان يحمل قيمة، أما اليوم فبعض العروض لا تقدم سوى استسهال وضحك مبتذل لايليق بالجمهور الذي عشق المسرح، والمسرح لا يزدهر إلا إذا كان هناك احترام متبادل، فالجمهور ليس متلقيًا سلبيًا، بل الشريك الحقيقي في صناعة اللحظة".

وأكد أن الجمهور العربي أكثر وعيًا مما يظن البعض، وأنه يفرق بذكاء بين العمل الذي يحترم عقله والآخر الذي يستخف بذائقته، وأن المسرح سيظل الامتحان الأكبر والأجمل للفنان، مهما تبدلت وسائط الفن، وعلى المسرحيين أن يقرأوا الرسالة فهناك عروض يتركها الجمهور لذلك يجب أن يقف المسرحي مع نفسه ويراجع ما يقدمه.

لا ينسى "المنصور" مقابلته بالفنان المصري الراحل "زكي طليمات"، إذ يقول: "سمعت منه كلمات بقيت بُصلة لمسيرتي فقد قال لي إن الفنان الحقيقي موسوعة متنقلة"، ومنذ تلك اللحظة، لم يكتفِ بالموهبة وحدها، بل أضاف إليها الدراسة والبحث، حتى حصل على الماجستير في الإخراج المسرحي".

كما استعاد المنصور ذكريات بداياته، حين وقف لأول مرة أمام قامات فنية مصرية كبيرة مثل أمينة رزق، وكيف كان القلق يسيطر عليه كلما ارتفعت الستارة، لكنه اعتبر أن هذا القلق هو الوجه الآخر للحب الحقيقي للفن، وهو الذي يمنح الممثل شعور الامتحان الدائم، وقال: "في السينما والتلفزيون يمكن أن تعيد اللقطة 10 مرات حتى تخرج مثالية، لكن في المسرح ليس أمامك إلا لحظة واحدة، إما أن تمسك بروحها، أو تضيع منك إلى الأبد".

واختتم برسالة للأجيال الجديدة من الممثلين وطالبهم أن يتسلحوا بالمعرفة مثلما يتسلحون بالموهبة، وأن يضعوا في اعتبارهم أن المسرح ليس مكانًا للظهور المؤقت أو التصفيق العابر، بل يعد امتحانًا للروح والصدق والإنسانية.