اشتعل صراع داخلي حاد في صفوف الحزب الديمقراطي الأمريكي، بعد كشف مقتطفات من مذكرات نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس الجديدة "107 أيام"، والتي هاجمت فيها بشدة قرار الرئيس السابق جو بايدن الترشح لولاية رئاسية ثانية، ما أثار غضب مساعديه الذين ردوا بهجوم مضاد قاسٍ اتهموها فيه بالفشل والجهل.
هاريس تصف ترشح بايدن بـ"التهور الخطير"
كشفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية عن تفاصيل صادمة من مذكرات هاريس، إذ وصفت محاولة بايدن البالغ 81 عامًا السعي لولاية ثانية بأنها "تهور خطير"، واعترفت بأنها ارتكبت "خطأً جسيمًا" عندما لم تنصحه بالتراجع عن هذا القرار.
وأكدت هاريس في كتابها أن مثل هذا القرار المصيري كان يجب ألا يُترك لـ"كبرياء فرد واحد"، في إشارة واضحة لعناد بايدن وإصراره على الترشح رغم تقدم سنه.
واتهمت هاريس الدائرة المقربة من بايدن بالفشل في حمايتها من الهجمات اليمينية، بل وادعت أن هؤلاء المساعدين شعروا بالغيرة منها عندما بدأت تتفوق على بايدن في استطلاعات الرأي العام، ما دفعهم لتسريب قصص سلبية ضدها للإعلام.
رد فعل غاضب
لم يتأخر الرد العنيف من معسكر بايدن، إذ تحدث موقع "أكسيوس" الأمريكي مع 12 مساعدًا سابقًا للرئيس الديمقراطي، وشنّوا هجومًا قاسيًا على هاريس.
قال أحد كبار مساعدي بايدن: "نائبة الرئيس هاريس كانت ببساطة فاشلة في عملها تمامًا"، مضيفاً أنها "لم يكن لها أي دور حقيقي في القضايا المهمة للإدارة، وكانت تكتفي بالظهور في جلسات تصوير مصطنعة كشفت مدى عدم كفاءتها وجهلها بالملفات".
وذهب مساعد آخر إلى أبعد من ذلك، مؤكدًا أن "بايدن ليس المسؤول عن فشلها في منصب نائب الرئيس، ولا عن انهيار حملتها الرئاسية عام 2019، ولا حتى عن خسارتها الانتخابات الأخيرة عام 2024".
وأشار إلى أن "العامل الثابت في كل هذه الإخفاقات هو هاريس نفسها وليس بايدن أو فريقه".
أرقام الهزيمة تتحدث
تدعم الأرقام جزئيًا اتهامات مساعدي بايدن، إذ أصبحت هاريس أول مرشحة ديمقراطية تخسر التصويت الشعبي منذ هزيمة جون كيري أمام جورج دبليو بوش عام 2004.
كما اتهم مساعدو بايدن هاريس بمحاولة استغلال موارد الحزب الديمقراطي للترويج لكتابها الجديد، بدلاً من التركيز على إعادة بناء الحزب بعد الهزيمة المدوية.
صراع متوقع
أكد البروفيسور كريستوفر جالديري من كلية سانت أنسيلم في نيو هامبشاير، لصحيفة "ذا تليجراف"، أن "الصراع بين المعسكرين كان متوقعًا"، مشيرًا إلى أن "الحكمة تقول بأثر رجعي إن الديمقراطيين كان من الأفضل لهم لو قرر بايدن عدم الترشح مبكرًا".
وأوضح جالديري أن "هاريس واجهت صعوبات حقيقية في تحديد دورها كنائبة رئيس، لأن البيت الأبيض لم يكن بحاجة لها كثيرًا، على عكس نواب رئيس سابقين مثل ديك تشيني أو بايدن نفسه في عهد أوباما".
من جهته، حمّل الاستراتيجي الديمقراطي البارز جيف ويفر، الذي عمل في حملات بيرني ساندرز ودين فيليبس، مسؤولية الهزيمة لقيادة الحزب التي "تستبدل حكمها بإرادة الناخبين".
وقال ويفر لـ"ذا تليجراف": "حدث هذا عام 2016 عندما تلاعبت القيادة ضد ساندرز فخسرنا، وتكرر عام 2024 عندما حموا بايدن بالقوة فخسرنا أيضًا".