تحوّل فيلم "الحافلة المفقودة" للمخرج بول جرينجراس إلى حديث النسخة 50 لمهرجان تورنتو السينمائي عقب عرضه الجمعة الماضي، والمأخوذ عن قصة حقيقية نتجت عن أعنف حرائق غابات شهدتها كاليفورنيا، في عام 2018 أودى حريق كامب فاير في كاليفورنيا بحياة 85 شخصًا على الأقل، وشرّد أكثر من 50 ألفًا، ومن بين هذا الدمار، انبثقت قصة نجاة غير متوقعة، إذ نجا سائق الحافلة كيفن ماكاي والمعلمة ماري لودفيج و22 طفلًا من الحريق.
وبالتعاون مع الكاتب المشارك براد إنجلزبي، حوّل بول جرينجراس رواية "الجنة: كفاح بلدة واحدة للنجاة من حريق غابات أمريكي" لليزي جونسون إلى مزيجٍ مشوق يُصوَّر "ماكاي"، الذي يُجسّده ماثيو ماكونهي، كرجلٍ مُرهَق، مُنفصل عن ابنه المُراهق، يُعنى بأمٍّ تحتضر، ليُصبح السائق الوحيد القادر على تلبية نداء استغاثةٍ.
في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، العام الجاري، وبعد مرور سبع سنوات على الحريق، يُقدّم الفيلم في وقت تتعافى كاليفورنيا مُجددًا من حرائقٍ قياسية، وعانت مُساحاتٌ واسعةٌ من أوروبا من أسوأ موسم حرائقٍ لها منذ قرن.
تؤكد المنتجة جيمي لي كورتيس، أن فيلم "الحافلة المفقودة" قصة بطولة، وصمود حقيقة، يدور حول الناس، لا السياسة، مشيرة إلى أن الفيلم قصةً رمزيةً عن تغيّر المناخ.
بينما يرى جرينجراس الأمر بشكل مختلف، قائلًا: "صنعتُ عددًا لا بأس به من الأفلام المأخوذة من أحداث حقيقية، ودائمًا ما نحتاج إلى الشعور بالمسؤولية ليس فقط تجاه الأحداث، بل تجاه تأثير فيلمك على العالم إذا أحسنتَ اختياره، وكنتَ محظوظًا، فإنه يعبّر بطريقة غير مُعلنة عن حقيقة أكبر".
أضاف: "كنا في المراحل الأخيرة من المكساج عندما اندلعت حرائق لوس أنجلوس، وكان ذلك صادمًا ومُريبًا وسرياليًا ومُرعبًا، إذ اضطر بيلي جولدنبرج، الذي قص الفيلم ببراعة، إلى العودة مُسرعًا لأنه كاد أن يفقد منزله، وبذلك اقتحم الواقع الفيلم".
وتابع: "كانت مغامرةً مرعبةً لنا جميعًا، وكان هذا سرّ نجاحها، إن التجربة الجماعية التي تمكّن ماثيو وأمريكا من اجتيازها مع هؤلاء الأطفال هي ما منحها واقعيتها العميقة وطابعها العاطفي، وأعتقد أن هذا ما يجسّده الفيلم".
الفيلم مقرر عرضه في عدد من دور العرض، 19 سبتمبر، بينما يُبثّ على Apple TV+ ابتداءً من 3 أكتوبر المقبل.
في صباح اليوم التالي للعرض الأول، صرّح جرينجراس، بأنه سيسافر إلى ألمانيا لاحقًا في ذلك اليوم لبدء إنتاج فيلمه التالي، وهو دراما تدور أحداثها في إنجلترا في العصور الوسطى، وتتناول انتفاضة الفلاحين ضد الحكم الاستبدادي لريتشارد الثاني.