دخلت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وباريس جولة جديدة من التوتر، بعدما شنّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو هجومًا على فرنسا، متهمًا إياها بأن قرارها الاعتراف بدولة فلسطين أدى إلى "تخريب" مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب ما نقلته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية وموقع "بوليتيكو"، ردّت وزارة الخارجية الفرنسية سريعًا عبر منصة "إكس"، حيث نشر حساب جديد يحمل اسم "الرد الفرنسي" بيانًا وصفت فيه اتهامات روبيو بأنها محاولة "لصرف الانتباه عن جوهر المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار".
وأكدت متحدثة باسم الخارجية الفرنسية لـ"بوليتيكو" أن الحساب يتبع الوزارة رسميًا، ويأتي في إطار حملة جديدة أطلقها الوزير الفرنسي تحت مسمى "الرد الفرنسي"، هدفها مواجهة محاولات تقويض صورة فرنسا عبر الفضاء الرقمي.
الاعتراف بفلسطين
في 24 يوليو الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف بلاده رسميًا بدولة فلسطين، على أن يُجدد هذا الإعلان في سبتمبر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتزامن ذلك مع قرار إسرائيل والولايات المتحدة سحب وفديهما من مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس كانت تُجرى في الدوحة منذ 6 يوليو الماضي.
ورغم أن مصادر إسرائيلية أكدت أن المفاوضات "لم تنهر تمامًا"، أصرّ روبيو على أن إعلان باريس "كان السبب المباشر" لتعثرها، بل وذهب إلى القول إن حماس انسحبت "في نفس اليوم واللحظة" التي أعلنت فيها فرنسا اعترافها.
باريس تدحض رواية روبيو
من جهته، نشر حساب "الرد الفرنسي" تسلسلاً زمنيًا يُظهر أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن عن سحب وفده التفاوضي قبل خطاب ماكرون. وجاء في البيان: "المفاوضات كانت قد انهارت قبل أن يصدر إعلان فرنسا، وبالتالي فإن تحميل باريس المسؤولية ما هو إلا محاولة لتغطية حقيقة أن حماس تتحمل المسؤولية الأكبر عن تعثر المحادثات".
كما استشهد الحساب بتصريح للمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي كتب في 25 يوليو الماضي أن قرار سحب الوفود جاء بسبب ما وصفه بـ"غياب الإرادة الواضح لدى حماس" للتوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار.
فيما أعلنت الخارجية الفرنسية أنها بصدد إنشاء "مركز مراقبة" على شبكات التواصل الاجتماعي لتعزيز قدرتها على رصد المعلومات المضللة، إضافة إلى إطلاق حسابات آلية للرد الفوري على "الهجمات الإعلامية" التي تستهدف فرنسا.
في المقابل، واصل روبيو اتهاماته، مؤكدًا أن باريس قوّضت جهود واشنطن في ملف التهدئة.