في مشهد مهيب يختصر تاريخ أمة ومسيرة نهضتها، جمعت الصين بين رموز الماضي وتألق الحاضر في احتفالاتها بالذكرى الثمانين لانتصارها في الحرب ضد اليابان والحرب العالمية الثانية على الفاشية. كان الحدث أكثر من مجرد عرض عسكري، بل رسالة سياسية وثقافية تؤكد أن طريق النهضة الصينية يستمد جذوره من ذاكرة النضال والتضحيات.
بدأت الاحتفالية باستقبال الرئيس الصيني شي جين بينج، قادة ورؤساء حكومات 24 دولة تقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، ما أضفى بُعدًا دوليًا كبيرًا على الفعالية، التي شهدت استعراض ترسانة الأسلحة الصينية الحديثة لأول مرة.
اقتباسات من "ماو"
حرص الرئيس الصيني شي جين بينج في كلمته التي ألقاها على مسمع ومرأي العالم خلال العرض العسكري على استحضار عبارات وقصائد الزعيم الراحل ماو تسي تونج، في خطوة تعكس عمق الترابط بين الماضي والحاضر.
هذه الاقتباسات لم تكن مجرد زخرفة لغوية، بل رسالة قوية لترسيخ الشرعية السياسية والتأكيد أن الصين ماضية في طريقها المستقل نحو التحديث، بعيدًا عن النماذج الغربية.
استخدام "شي" شِعر ماو، بما يحمله من روح التحدي والإرادة، منح الخطاب بُعدًا عاطفيًا وفكريًا، وأعاد للأذهان روح المثابرة التي صنعت أمجاد الأمة.
مشاركة قدامى المحاربين
لم يكن حضور قدامى المحاربين تفصيلًا عابرًا، بل محطة مؤثرة في العرض العسكري. هؤلاء الأبطال الذين دافعوا عن استقلال الصين قبل ثمانية عقود، مروا اليوم في ساحة "تيان آن من" في مشهد يرمز إلى احترام التاريخ وتكريم من صنعوا مجد التنين.
هذه المشاركة، التي تواكب تقاليد عسكرية عالمية، أكدت اهتمام الدولة بهؤلاء الرموز الحية، وجسدت أمام الأجيال الجديدة معنى الوطنية والوفاء للتضحيات.
1945 البداية.. 2025 المستقبل
لم تقتصر الرمزية على الكلمات والوجوه، بل امتدت إلى أدق التفاصيل. فقد حملت مركبات العرض لوحات الترخيص المميزة "VA·01945"، في إشارة إلى عام النصر التاريخي. هذه اللوحة تحولت إلى أيقونة تعبيرية تربط بين الأمس واليوم، حيث علّق أحد مستخدمي الإنترنت في الصين قائلًا: "عام 1945 يمثل البداية الخالدة، وعام 2025 يجسد رحلة المستقبل وحلم التجديد".