أغلقت الأسهم الأوروبية قرب أدنى مستوياتها في شهر، اليوم الثلاثاء، بعد موجة بيع واسعة النطاق مدفوعة بارتفاع عوائد سندات الخزانة مع تزايد قلق المستثمرين إزاء الضغوط المالية في مختلف دول العالم.
وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.47% ليغلق عند 543.35 نقطة، مع تصدر قطاع العقارات شديد التأثر بأسعار الفائدة الخسائر بهبوطه 3.5%، ما دفعه إلى أدنى مستوياته في نحو 5 أشهر.
ويشعر المستثمرون بالقلق إزاء قدرة دول في أوروبا والعالم على تسديد ديونها الحالية والمستقبلية، ما أحدث موجة بيع في السندات الألمانية والفرنسية ذات الآجال الأطول.
وسجلت العوائد على السندات الألمانية لأجل 30 عامًا أعلى مستوياتها منذ 2011، في حين سجلت نظيرتها الفرنسية أعلى مستوياتها منذ 2009، وتتحرك عوائد السندات عكسيًا مع أسعار الفائدة.
ويستعد حزب التجمع الوطني المنتمي إلى تيار اليمين المتطرف في فرنسا لاحتمال إجراء انتخابات مبكرة، بعد أن قال أمس الاثنين إنه سيسقط حكومة الأقلية في تصويت على الثقة في الثامن من سبتمبر.
وقال دانيال كوتسوورث محلل الاستثمار لدى (إيه.جيه بيل): "اليوم هو على ما يبدو الذي ينظر فيه المستثمرون الآن إلى سوق السندات عن كثب أكثر بكثير ويدركون أن كل شيء ربما ليس ورديًا كما كانوا يعتقدون".
ومن المقرر، إصدار سندات أوروبية بأكثر من 100 مليار يورو (117 مليار دولار) في سبتمبر وأكتوبر .
ومع تداول جميع قطاعات المؤشر ستوكس 600 تقريبًا على انخفاض، كان قطاع السلع الفاخرة على مستوى المنطقة هو الاستثناء الوحيد.
وارتفعت أسهم قطاع السلع الفاخرة 0.5 % مع رفع بنك "إتش.إس.بي.سي" تقييم أسهم شركات الأزياء العملاقة "كيرينج" و"إل.في.إم.إتش" إلى شراء، وتقدم سهم كيرينج 3.8% وصعد سهم إل.في.إم.إتش 1.8%.
ومن الأسهم الفردية، انخفض سهم شركة الأغذية السويسرية العملاقة (نستله) 0.7% بعد إقالة الرئيس التنفيذي لوران فريكسيه لعدم إفصاحه عن وجود علاقة عاطفية مع إحدى مرؤوسيه.
وأغلق سهم (فيراري) على ارتفاع 1.9% بعد أن رفع (دويتشه بنك) تصنيفه لشركة صناعة السيارات الرياضية إلى "شراء".
وفي الوقت نفسه، أظهرت البيانات ارتفاع معدل التضخم في منطقة اليورو 2.1% في أغسطس على أساس سنوي، ليظل قريبا من المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي الأوروبي عند 2%، ويعزز الرهانات على أن البنك المركزي سيبقي على أسعار الفائدة ثابتة في الاجتماع التالي الأسبوع المقبل.
وقالت صانعة السياسات إيزابيل شنابل لـ"رويترز" إنَّ البنك المركزي الأوروبي يجب أن يبقي أسعار الفائدة ثابتة لأن اقتصاد منطقة اليورو قوي في مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية وقد يظل التضخم أعلى من المتوقع.