قال دان ستيوارت، مدير الاتصالات في منظمة "إنقاذ الطفولة الدولية"، إن الأوضاع في قطاع غزة وصلت إلى "كارثة إنسانية حقيقية"، مؤكدًا أن المجاعة وتهجير الأطفال يهددان حياة جيل كامل.
وأوضح "ستيوارت" في مداخلة هاتفية لـ"القاهرة الإخبارية"، أن المنظمة تعمل عبر ثلاثة شركاء محليين لتقديم الدعم للأطفال من خلال عيادات متخصصة، لكن التقارير الواردة من القطاع تكشف عن "واقع صادم".
وأعلنت الأمم المتحدة، وخبراء دوليون، رسميًا تفشي حالة المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، الذي يتعرض منذ أشهر لحصار وتجويع إسرائيلي متعمد أدى إلى استشهاد أكثر من 281 فلسطينيًا بينهم 114 طفلًا، وفق إحصاء لوزارة الصحة في القطاع.
وأكد أن الأطفال يظهر عليهم جميع أعراض سوء التغذية، من ضعف شديد في الجلد وبروز العيون، في ظل نقص الأدوية وغياب الرعاية الصحية.
وأضاف أن أكثر من نصف النساء الحوامل يعانين سوء التغذية، ما يؤثر على صحة المواليد الجدد الذين يولدون بأوزان وأحجام أقل من الطبيعي.
ووصف "ستيوارت" قطاع غزة بأنه "أخطر مكان في العالم بالنسبة لعمال الإغاثة"، مشددًا على ضرورة توفير "التدابير الأمنية اللازمة لعمل الفرق".
وأشار إلى أن فرق المنظمة تعمل على مدار الساعة لتقديم المساعدات، وتوفير مساحات آمنة للأطفال لممارسة أنشطتهم، مؤكدًا أن الأطفال يحتاجون إلى دعم طويل الأمد من أجل التعافي.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانًا مشتركًا بجنيف أكدت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة، مطالبين إسرائيل بضمان توفر الغذاء والإمدادات الطبية لسكان غزة من دون عوائق للحد من الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية.
وعن أبرز الانتهاكات، قال ستيوارت إن الأطفال يتعرضون لـ"تهجير قسري متكرر"، إذ جرى ترحيل مئات الآلاف منهم وعائلاتهم ما لا يقل عن خمس مرات منذ بدء الحرب، واصفًا ذلك بأنه "شكل من أشكال العقاب الجماعي".
وشدد على أن الحل الوحيد لإنقاذ أطفال غزة هو وقف إطلاق النار وفتح المعابر بشكل عاجل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
شهادات دولية
وبالتزامن مع البيان الأممي المشترك، أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مبادرة عالمية متخصصة في موضوع قياس الأمن الغذائي وسوء التغذية، تقريرًا قال فيه إن "المجاعة تتفشى في محافظة غزة".
وأكد التصنيف المرحلي - الذي يضم خبراء من دول عدة - أن "أكثر من مليون فلسطيني بغزة يواجهون انعدامًا حادًا بالأمن الغذائي"، مشيرًا إلى أن المجاعة تفشت في محافظة غزة اعتبارًا من منتصف أغسطس الجاري وستمتد إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب)، سبتمبر المقبل.
ورجّح أن يواجه ما يقرب من ثلث السكان (641 ألف شخص) ظروفًا كارثية، بينما من المرجح أن يرتفع عدد من هم في حالة الطوارئ إلى 1.14 مليون شخص، أي ما يعادل 58% من عدد السكان.