يواجه الرئيس دونالد ترامب تدقيقًا قانونيًا إذا حاول إرسال الحرس الوطني إلى مدنٍ مثل شيكاغو أو نيويورك دون دعمٍ من حكّام تلك الولايات، وفقًا لما ذكره محلّلون قانونيّون لمجلّة "نيوزويك" الأمريكية.
طرح ترامب فكرة تحويل الحرس الوطني إلى سلطةٍ اتحادية للتعامل مع الجريمة في المدن الكبرى التي يديرها الديمقراطيون، وذلك بعد نشره الحرس الوطني في واشنطن العاصمة في وقتٍ سابقٍ من أغسطس.
وأعدّت وزارة الدفاع الأمريكية خططًا لنشر قواتٍ في ثالث أكبر مدينةٍ في الولايات المتحدة في وقتٍ مبكّرٍ من سبتمبر المقبل، على الرغم من أن الرئيس لم يوقّع عليها بعد، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
وأصبح ترامب أوّل رئيسٍ في التاريخ يتولّى السيطرة الفيدرالية على قوات الشرطة، مدّعيًا أن العاصمة كانت تحت سيطرة عصابات "متعطّشة للدماء".
استيلاء على السلطة
ألمح ترامب إلى أنه سيحوّل اهتمامه إلى شيكاغو بعد واشنطن، متجاهلًا مخاوف المسؤولين المحليين، بمن فيهم جيه بي بريتزكر، الحاكم الديمقراطي لولاية إلينوي، الذي وصف هذه الخطوة بأنها استيلاء على السلطة.
وقال ترامب، الذي دخل في خلافاتٍ متكرّرة مع براندون جونسون، الزعيم اليساري للمدينة: "شيكاغو في حالة فوضى، لديكم عمدة غير كفؤ على الإطلاق، وسنُصحّح هذا الأمر، وستكون هذه هي المرّة التالية التي نُصحّح فيها هذا الأمر، ولن يكون الأمر صعبًا على الإطلاق."
وأثارت الفكرة ردود فعلٍ عنيفة، خوفًا من تجاوزات السلطة التنفيذية، حيث جادل منتقدون بأن دستور الولايات المتحدة لا يسمح للرئيس بالاستيلاء على سلطة الحرس الوطني من الحكّام إلا في ظروفٍ ضيّقة للغاية، في حين يرى مؤيّدو استخدام الحرس الوطني لمكافحة الجريمة أنه ضروري لحماية النظام العام.
شيكاغو المحطة التالية
صرّح ترامب للصحفيين، الأسبوع الماضي، بأن شيكاغو قد تكون المدينة التالية التي تشهد نشر قواتٍ اتحادية للتعامل مع الجريمة بعد نشره الحرس الوطني في واشنطن العاصمة في وقتٍ سابق من أغسطس.
قال الحاكم الديمقراطي، جيه بي بريتزكر، في بيان: "سلامة سكان إلينوي هي دائمًا أولويتي القصوى، ولا توجد حالة طوارئ تستدعي من رئيس الولايات المتحدة تحويل الحرس الوطني في إلينوي إلى نظامٍ فيدرالي، أو نشر الحرس الوطني من ولايات أخرى، أو إرسال قوات عسكرية نشطة داخل حدودنا".
وقال ويليام سي بانكس، أستاذ القانون في جامعة سيراكيوز، إن قانون الحكم الذاتي في مقاطعة كولومبيا يسمح لترامب باستدعاء الحرس الوطني إلى المقاطعة، ولكن حكّام الولايات وحدهم هم من يمكنهم فعل ذلك، في ظروفٍ محددة.
سلطة قانون التمرد
وقال إن ذلك قد يشمل السلطة الممنوحة بموجب "قانون التمرد"، الذي يسمح للرئيس بإضفاء طابعٍ اتحادي على الحرس الوطني عندما تعجز الولايات عن السيطرة على أعمال الشغب وتحتاج إلى قواتٍ اتحادية لقمع الاضطرابات.
وأكد بانكس أن بإمكان ترامب أيضًا إرسال قواتٍ فيدرالية إلى الولاية بموجب البند 12406، الذي يسمح للرئيس بإرسال قواتٍ فيدرالية أو الحرس الوطني لحماية الأصول الفيدرالية، لكن هذا لن يسمح له باستخدامها لأغراض مكافحة الجريمة.
طعون قضائية منتظرة
إذا أرسل ترامب الحرس الوطني إلى المدن دون موافقة حكّام الولايات، فسيكون بإمكان قادة الولايات رفع طعونٍ قضائية، كما فعل حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، لمنع ترامب من استخدام الحرس الوطني فيدراليًا لقمع الاحتجاجات وأعمال الشغب على سياسته المتعلقة بالهجرة في لوس أنجلوس في وقتٍ سابق من هذا الصيف، على حدّ قول بانكس.
هاجم الرئيس الأمريكي ترامب، حاكم ولاية ماريلاند ويس مور، بعد أن دعاه الديمقراطي إلى الولاية لإظهار التقدم الذي أحرزته في الحد من الجرائم العنيفة، قائلاً:"ليس هناك أولوية أعلى بالنسبة لي، بصفتي حاكمًا لولايتي، من سلامة شعبي".
في منشور على منصته "تروث سوشيال" بعد ثلاثة أيام، وصف ترامب الدعوة بأنها "بغيضة واستفزازية"، وأشار إلى أن بالتيمور تحتل المرتبة الرابعة بين المدن الأمريكية من حيث جرائم العنف. وكتب: "إذا احتاج ويس مور إلى مساعدة، فسأرسل "القوات"، وهو ما يجري في واشنطن العاصمة المجاورة، وسأقضي على الجريمة بسرعة".