تستعد الصين للاحتفال بانتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصارها في حرب المقاومة ضد ما تسميه العدوان الياباني بين عامي 1937 و1945 الشهر المقبل، في الوقت الذي تطالب فيه اليابان دول العالم بعدم حضور فعاليات بكين، والتي ترى أنها تحمل دلالات معادية.
وستحتفل بكين في الثالث من سبتمبر بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، ووفقًا لوكالة الأنباء الصينية شينخوا، فمن المنتظر أن يُقام عرض عسكري يُظهر قدرات قتالية من نوع جديد مثل الأنظمة الذكية غير المأهولة، ووحدات القتال تحت الماء، والقوات السيبرانية والإلكترونية، والأسلحة الأسرع من الصوت.
احتفالات النصر
ومن المقرر أن يلقي الرئيس شي جين بينج كلمة بهذه المناسبة، كما من المتوقع أن يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحدث، وعدد من رؤساء الدول الأخرى. وفي إطار الفعاليات، ستُقيم الصين أيضًا احتفالات في الثالث عشر من ديسمبر حدادًا على ضحايا مذبحة نانجينج التي ارتكبتها القوات اليابانية في نفس العام.
ولكن، وفقًا لموقعKyodonews، طلبت الحكومة اليابانية من الدول الأوروبية والآسيوية الامتناع عن حضور العرض العسكري الذي سيُقام في ميدان تيانانمين في بكين، وغيره من الفعاليات التي ستقيمها الصين الشهر المقبل، نقلًا عن مصادر دبلوماسية، حيث تسعى طوكيو إلى منع انتشار تفسير الصين للتاريخ.
مناوشات وصراع
وتزعم الصين أن الجيش الياباني قتل أكثر من 300 ألف شخص في مدينة نانجينج، بمقاطعة جيانجسو. وفي المقابل، تشير تقديرات المؤرخين اليابانيين إلى أن عدد القتلى من المدنيين والجنود الصينيين يتراوح بين عشرات الآلاف ومئتي ألف، وتطورت المناوشات بين القوات إلى صراع واسع النطاق استمر حتى استسلام اليابان لقوات الحلفاء في عام 1945.
وخلال محادثاتهما الهاتفية في الخامس من يونيو، دعا الرئيس الصيني ترامب لحضور العرض، ولكن وفقًا للمصادر، فإن العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين، على رأسهم وزير الخارجية ماركو روبيو، المعروف بأنه من صقور الصين منذ فترة طويلة، قد يعارضون حضور الرئيس الأمريكي للعرض العسكري.
التاريخ والعلاقات
وذكرت المصادر أن اليابان أبلغت الدول الأخرى عبر سفاراتها في الخارج أن الفعاليات التذكارية التي تنظمها الصين تحمل دلالات معادية لليابان، وأن مشاركة القادة فيها يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار بعناية. وهي الاحتفالات التي لم يشارك زعماء الدول الغربية الكبرى فيها منذ عام 2015.
وتعد العلاقة بين الصين واليابان علاقة معقدة، تتسم بالروابط الاقتصادية القوية والتبادل الثقافي والتجاري العميق، ولكنها أيضًا تتسم بالتوترات التاريخية والجيوسياسية. فبينما يُعد البلدان شريكين تجاريين رئيسيين، لا يزال الخلاف حول التاريخ والصراعات السابقة يخيم على العلاقات، إلى جانب التوترات الحالية بشأن القضايا الإقليمية والأمنية.