حطّم سوق الأسهم الأسترالية مستوياته القياسية في الأسابيع الأخيرة، وتجاوز مؤشر البورصة الرئيسي مستوى جديدًا للمرة الأولى، بسبب عدة عوامل، أبرزها أسعار الفائدة والحرب التجارية مع ترامب، إلا أن المحللين حذروا من انهيار وشيك، يمكن أن يحدث وسط تفاؤل المستثمرين.
وحقق سوق الأسهم الأسترالية إنجازًا تاريخيًا، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز"، بتجاوزه 9 آلاف نقطة مؤشر، ويرجع ذلك إلى خفض أسعار الفائدة، وتراجع المخاوف بشأن التوترات التجارية العالمية بعد اتفاقات ترامب التجارية، التي أدت إلى دفع السوق الأسترالية إلى منطقة قياسية.
انخفاضات كبيرة
وصف المحللون ذلك بأنه مكسب كبير لصناديق التقاعد التي يستفيد منها ملايين العمال، إلا أنه من وجهة نظرهم، فإن تلك الارتفاعات الكبيرة التي وصلت إليها السوق تعني أنها معرضة لانخفاضات كبيرة، ولكن من المستحيل التنبؤ بموعد حدوث ذلك، على الرغم من الأرباح والنمو الذي سجله المستثمرون.
بالإضافة إلى تلك العوامل، يرجع التحسن إلى دخول قدرٍ كبيرٍ من الأموال إلى السوق؛ مما دفع الأسهم إلى الارتفاع، وازدادت القدرة على إقراض المال، وبدأ الناس يقترضون، وأصبحوا مستعدين لتحمّل المخاطر، ولكن الارتفاع الهائل الأخير يمثل مخاطرة كبيرة على سوق الأسهم.
التضخم والركود
وأكد المحللون أن معظم المخاطر التي تواجه الأسواق المالية ليست محلية، وتشمل التضخم العالمي الناجم عن الحرب التجارية، أو الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة، أو المخاطر الجيوسياسية.
وحذّر خبراء أسواق المال للشبكة من أن أي انخفاض كبير في سوق الأسهم الأسترالية من المرجح أن يكون ناجمًا عن انهيار محتمل في وول ستريت، حيث إن هناك ارتباطًا بين السوق الأسترالية والسوق الأمريكية بنسبة تتراوح بين 80 إلى 90 في المائة، معتقدين أن الأمر لا يتعلق بما إذا كان وول ستريت سوف ينهار أم لا، بل بمتى سوف ينهار.
الانهيار المحتمل
ومن وجهة نظرهم، مع مرور الوقت، سيعود كل شيء إلى طبيعته، وهي مسألة وقت فقط، حيث إن الطفرة في الأسهم تحولت إلى المراحل المبكرة من فقاعة، وفي نهاية المطاف سوف تنفجر هذه الفقاعة، ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بالأسباب التي قد تؤدي إلى الانهيار، لكنهم توقعوا أن يبدأ بسحب السيولة من البنك المركزي، أو عجز شركة كبرى أو صندوق تحوط عن سداد الديون، كمحفّز محتمل.
وحذر الخبراء من أنهم، على الرغم من عدم تنبؤهم بالأسباب الحقيقية للسقوط الوشيك، إلا أن الأمر المؤلم للغاية سيكون بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين تصرفوا بشكل غير عقلاني، وقد يكون مؤلمًا بالنسبة لملايين الأستراليين الذين أصبحوا محاصرين في مرمى نيران الانهيار المحتمل للسوق.