الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أمريكا.. "إف بي آي" يداهم منزل جون بولتون بسبب مذكراته

  • مشاركة :
post-title
عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) حول منزل مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

فتش عدد من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، اليوم الجمعة، منزل جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق بإدارة الرئيس دونالد ترامب الأولى، في ماريلاند، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية.

وأصدر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل أمر المداهمة، التي أوردتها صحيفتا "نيويورك بوست" و"ديلي ميل"، نقلًا عن مسؤولين كبار في إدارة ترامب.

وبعد وقت قصير من المداهمة، كتب باتيل على منصة "إكس": "لا أحد فوق القانون"، لكن لم يتم اعتقال بولتون أو توجيه اتهامات إليه.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصدر إن العملاء كانوا ينفذون أمر تفتيش، لكنه لم يُفصِّل أكثر في سبب وصول المحققين إلى منزل بولتون في مقاطعة مونتجمري، بينما اكتفى متحدث باسم المكتب الفيدرالي بالقول: "يجري مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) نشاطًا مُصرَّحًا به من قِبل المحكمة في المنطقة.. لا يوجد أي تهديد للسلامة العامة".

وكان بولتون شغل منصب مستشار الأمن القومي خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وبرز كأحد أشد منتقدي الرئيس في السنوات التي تلت رحيله.

وسعى مسؤولو الإدارة الأمريكية إلى منع نشر كتاب بولتون عن العامين اللذين قضاهما في المنصب، والذي نُشر عام 2020، زاعمين أنه يحتوي على معلومات سرية، لكن هذه الجهود باءت بالفشل في النهاية بأمر قضائي في 2021.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، ألغى ترامب التصاريح الأمنية لبولتون، إلى جانب عشرات من مسؤولي الاستخبارات السابقين الآخرين، كما ألغى حراسة بولتون الأمنية.

مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون والرئيس دونالد ترامب
مذكرات بولتون

وفق ما نشرته مجلة "نيوزويك"، يتمحور التحقيق الفيدرالي حول ما إذا كان بولتون احتفظ أو كشف بشكل غير قانوني عن معلومات حساسة، بما في ذلك مواد مرتبطة بمذكراته الصادرة عام 2020 بعنوان "الغرفة التي حدث فيها ذلك".

ونقل التقرير عن خبراء قانونيين إن عمليات تفتيش المنزل غالبًا ما تُشير إلى جهود في مرحلة متأخرة للتحقق من الأدلة التي جُمعت بالفعل من خلال السجلات الرقمية أو السجلات الصادرة بموجب أوامر استدعاء.

لكن في عام 2020، صرّح مستشار الأمن القومي السابق بأنه لم يحتفظ بأي وثائق سرية أو يحذفها عند مغادرته البيت الأبيض عام 2019، مؤكدًا أن جميع الملاحظات التي دوّنها خلال فترة ولايته أُتلفت.

وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" آنذاك، أوضح بولتون أنه كان يتخلص بانتظام من سجلاته المكتوبة بخط يده باستخدام أكياس الحرق، وهي ممارسة ادعى أنها شائعة بين كبار المسؤولين.

كما أنكر بولتون انتهاكه قانون السجلات الرئاسية، مُجادلاً بأن هذه المذكرات ليست سجلات رسمية، وأن آخرين اتبعوا إجراءات مماثلة، وفي ذلك الوقت رفعت وزارة العدل دعوى مدنية لمنع بولتون من الاستفادة من الكتاب، الذي قيل إنه أكسبه أرباحًا قدرها مليوني دولار.

وتتضمن المذكرات اتهامات حول ترامب في ولايته الأولى، بما في ذلك مزاعم طلب المساعدة الانتخابية من الصين، واستغلال المساعدات العسكرية للضغط على أوكرانيا.

عملية انتقامية

قبل المداهمة، في ظهوره الأخير على برنامج This Week على قناة ABC News، أعرب مستشار الأمن القومي السابق عن قلقه من أن إدارة ترامب تستهدفه وآخرين كجزء من حملة أوسع من الانتقام السياسي.

وعندما سأله المذيع جوناثان كارل عمّا إذا كان يخشى أن يتم استهدافه، رد بولتون: "أعتقد أنه هاجمني بالفعل وأشخاص آخرين كثيرين"، في إشارة إلى سحب الحماية الأمنية بعد الضربة الأمريكية على القائد الإيراني قاسم سليماني، وأضاف أنه ينظر إلى الإدارة الحالية باعتبارها "انتقامية".

أما هذا الصباح، قبل مداهمة منزله، انتقد بولتون الجهود الدبلوماسية الجارية بين روسيا وأوكرانيا في تغريدة على "إكس"، مؤكدًا أن "الهدف الأساسي لموسكو لا يزال دون تغيير، ضم أوكرانيا إلى الإمبراطورية الروسية المتجددة".

وكتب: "لم تُغيّر روسيا هدفها.. طالبت موسكو أوكرانيا بالتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها بالفعل، وعما تبقى من دونيتسك، التي لم تتمكن من غزوها.. زيلينسكي لن يفعل ذلك أبدًا".

وأضاف أن "الاجتماعات ستستمر لأن ترامب يريد جائزة نوبل للسلام"، مضيفًا "لكنني لا أرى أن هذه المحادثات تحقق أي تقدم".