تفاقمت أزمة الروهينجا الفارين من منازلهم في ميانمار، وزاد عدد اللاجئين للبلاد المجاورة بشكل كبير، ولا يزال قرابة المليون لاجئ يعيشون في مخيمات مكتظة، ويشرع آخرون في رحلات محفوفة بالمخاطر إلى البلدان المجاورة، وزادت أعداد الفارين بنسبة 360% من الذين قاموا برحلات بحرية خطرة عام 2022 مقارنة بعام 2021.
وارتفع عدد من يصلون جنوب شرق آسيا عبر الطرق البحرية والبرية بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، وسجلت المنظمة الدولية للهجرة "IOM" ما يقرب من 3300 وافد في إندونيسيا وماليزيا وتايلاند في عام 2022، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 290% تقريبًا مقارنة بنحو 850 وافدًا في عام 2021.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة في تقريرها، أنه منذ أكثر من خمس سنوات بدأ مئات الآلاف من الروهينجا في الفرار من منازلهم، بسبب العنف والاضطهاد في ميانمار، ولجأوا إلى أكبر تجمع للاجئين في العالم بمنطقة كوكس بازار، بنجلاديش.
ودعت نولين هايزر، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ميانمار، لمزيد من الوحدة إقليميًا ودوليًا لدعم عملية تقودها ميانمار، لإنهاء العنف والمعاناة ومساعدة البلاد على العودة إلى طريق الديمقراطية الموجهة بإرادة الشعب.
وأشارت المبعوثة الأممية الخاصة في ميانمار إلى أن ما يحدث كارثة إنسانية ذات تداعيات إقليمية ودولية، الناس على الأرض لهم رأي واضح جدًا في أن الأزمة الإنسانية ناجمة عن أزمة سياسية.
ولفتت المسؤولة الأممية إلى أن هناك مساعٍ جادة مع رابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان"، لضمان أن تتصدر أزمة الروهينجا مكانة رفيعة في جدول أعمال الرابطة والعمل عن كثب مع منظمة التعاون الإسلامي، للارتقاء بمستوى التعليم بالنسبة للاجئين الروهينجا والمجتمعات المضيفة.
ووفق نولين هايزر، كانت هناك زيادة بنسبة 360 % في عدد الأشخاص الذين قاموا برحلات بحرية خطرة عام 2022 مقارنة بعام 2021، مضيفة أنه بعد مضي أكثر من خمس سنوات على النزوح القسري، يعيش الروهينجا في أحد أكبر مخيمات اللاجئين في العالم، لافتة إلى أنها خلال زيارتها إلى كوكس بازار، قال لاجئون إنهم أصبحوا جيلًا ضائعًا.
ووفق للبنك الدولي يحتاج 17.5 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية حاليًا، مقارنة بمليون شخص فقط قبل سنتين، لافتة إلى أن هناك 15.2 مليون شخص يعانون حاليًا من انعدام الأمن الغذائي. تم حرق أكثر من 34 ألف مبنى مدني في العامين الماضيين، ويعيش 40% من الناس تحت خط الفقر.
وقالت شابيا مانتو، المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن أربعة قوارب تحمل أكثر من 450 من الروهينجا نزلت في آتشيه بإندونيسيا، خلال الشهرين الأخيرين من عام 2022، كما نزل قارب يحمل أكثر من 100 شخص في سريلانكا.
ويعيش الآلاف من الروهينجا في مخيمات، مما يؤثر على قدرتهم على فرص الحصول على الرعاية الصحية أو ارتياد المدرسة أو كسب لقمة العيش، بعد اضطرارهم للفرار نتيجة موجات العنف والاضطهاد ضدهم، وفق المفوضية.