في مشهد إنساني يجسد الدعم المصري الثابت للقضية الفلسطينية، انطلقت صباح اليوم قافلة المساعدات الـ19 ضمن سلسلة "زاد العِزّة"، التي ينظمها الهلال الأحمر المصري، من معبر رفح متوجهة إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، محمّلة بكميات ضخمة من المواد الغذائية والإغاثية والطبية.
القافلة، التي تأتي استمرارًا للجهود المصرية الرسمية والشعبية، تعكس إصرار القاهرة على الوقوف بجانب أهالي غزة في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع منذ أشهر، والذي اشتد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023.
ووفق ما أفاد به مراسل "القاهرة الإخبارية" عبد المنعم إبراهيم من معبر رفح، فإن المساعدات تم تجهيزها عبر المراكز اللوجستية العملاقة التي أنشأتها الدولة المصرية في شمال سيناء، والتي تُعدّ نقطة الانطلاق الأقرب جغرافيًا إلى غزة.
أوضح مراسل "القاهرة الإخبارية" أن حجم المساعدات التي تدخل قطاع غزة من الجانب المصري لا يلبي الاحتياجات الإنسانية المتزايدة لسكان القطاع، ليس بسبب نقص الشاحنات، بل نتيجة القيود الصارمة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مرورها. وأضاف أن أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات لا تزال متكدسة في المناطق اللوجستية التي خصصتها الدولة المصرية في شمال سيناء لتجهيز واصطفاف المساعدات، بانتظار السماح لها بالدخول، ما يفاقم الأزمة الإنسانية داخل القطاع المحاصر.
وتواصل مصر، من خلال الهلال الأحمر ومؤسساتها الرسمية، العمل على تأمين ما يمكن من مستلزمات الحياة، في وقت يعاني فيه سكان غزة من أوضاع معيشية وصحية كارثية. كما تتزامن هذه القوافل مع تحركات دبلوماسية تقودها القاهرة لوقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات دون عراقيل.
عراقيل إسرائيلية
ويأتي هذا التحرك في وقت بات فيه معبر كرم أبو سالم المنفذ الوحيد لدخول المساعدات إلى غزة، بعد أن سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وحولته إلى ثكنة عسكرية مغلقة.
وتؤكد مصر من خلال هذه الجهود المتواصلة التزامها الثابت بدعم الأشقاء الفلسطينيين، والتخفيف من معاناتهم في ظل استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي الخانق.
يذكر أن، قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، التي أطلقها الهلال الأحمر المصري، انطلقت في 27 يوليو الماضي، حاملة آلاف الأطنان من المساعدات التي تنوعت بين: سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، إضافة إلى سيارتي وقود.
نصف مليون طن مساعدات
ويوجد الهلال الأحمر المصري كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى غزة، على الحدود منذ بدء الأزمة، حيث لم يتم غلق معبر رفح من الجانب المصري نهائيًا، وواصل تأهبه في كل المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لدخول المساعدات التي بلغت أكثر من 36 ألف شاحنة محملة بنحو نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية والإغاثة، وذلك بجهود 35 ألف متطوع بالجمعية.