الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عرض بوتين.. تجميد المواجهة في خيرسون وزابوريجيا مقابل السيطرة على دونيتسك الشرقية

  • مشاركة :
post-title
ترامب يسعى لإبرام صفقة بين بوتين وزيلينسكي لإنهار الحرب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

وسط أجواء الحرب المتصاعدة، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشعال الجدل حول مستقبل أوكرانيا بعد لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، بتقديم مقترح يعيد صياغة معادلة الحرب والسلام على أساس "الأرض مقابل التسوية"، ما أثار ردود فعل غاضبة من كييف وحذرًا شديدًا من العواصم الأوروبية.

خطة ترامب

وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فقد أبلغ ترامب قادة أوروبيين، عقب لقائه بوتين، بدعمه خطة لإنهاء الحرب من خلال تنازل أوكرانيا عن أراضٍ غير محتلة حاليًا للقوات الروسية، مقابل تسوية سياسية سريعة، بدلًا من التركيز على وقف فوري لإطلاق النار.

وبحسب مسؤولين أوروبيين كبار تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، فإن ترامب يعتزم مناقشة هذه الخطة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين المقبل في البيت الأبيض، في اجتماع قد يحضره أيضًا زعماء أوروبيون.

رفض أوكراني وروسي

أوضحت "نيويورك تايمز" أن زيلينسكي والقادة الأوروبيين رفضوا بشدة التنازل عن أراض تعد ذات أهمية استراتيجية وغنية بالموارد المعدنية، معتبرين أن أي اتفاق يتضمن التنازل عن سيادة أوكرانية يعد خرقًا للدستور الأوكراني.

وأكد المسؤولون الأوروبيون أن "الحدود الدولية لا يجوز تغييرها بالقوة"، مذكرين ترامب بأن بوتين غالبًا ما يخالف التزاماته الكتابية.

في المقابل، كشفت "فايننشال تايمز" أن بوتين طالب بانسحاب أوكرانيا من منطقة دونيتسك الشرقية كشرط لإنهاء الحرب، لكنه أبدى استعدادًا لتجميد خطوط المواجهة في خيرسون وزابوريجيا إذا حصل على هذه السيطرة.

وتشير هذه التسريبات إلى أن بوتين يحاول تثبيت مكاسبه الميدانية عبر "تجميد" خطوط التماس، مقابل ورقة تنازل حاسمة من كييف.

مقترح أمريكي

أما على صعيد الضمانات الأمنية، فقد نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر دبلوماسي، أن الولايات المتحدة اقترحت منح أوكرانيا ضمانات أمنية "تشبه المادة الخامسة" من معاهدة حلف شمال الأطلسي، لكن من دون انضمامها رسميًا إلى الناتو.

وأشار المصدر إلى أن المقترح تم بحثه خلال مكالمة جمعت ترامب مع زيلينسكي وقادة أوروبيين، موضحًا أن بوتين وافق على هذه الفكرة مبدئيًا خلال قمته مع ترامب في ألاسكا، غير أن مصدرا آخر أبدى شكوكه، متسائلًا عن سبب قبول بوتين بضمانة كهذه وهو الذي يعارض وجود الناتو أصلًا في جوار روسيا.

لقاء ثلاثي

على الرغم مما يبدو من مرونة في بعض الطروحات، فإن تصريحات المسؤولين الأوروبيين والأوكرانيين تؤكد أن الطريق إلى اتفاق سلام لا يزال محفوفًا بالعقبات، إذ يصر زيلينسكي على رفض التخلي عن أي جزء من الأراضي الأوكرانية، فيما يشترط بوتين السيطرة الكاملة على دونيتسك، أما ترامب، فيسعى إلى صياغة اتفاق سريع يجنب واشنطن انخراطا أعمق في الحرب، دون أن يفرض أي عقوبات جديدة على موسكو.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فقد عبّر ترامب عن أمله في عقد اجتماع ثلاثي يضم بوتين وزيلينسكي، إلا أن الرئيس الروسي رفض حتى الآن لقاء نظيره الأوكراني، واصفًا إياه بـ"غير الشرعي" على رأس "دولة مصطنعة"، هذا الرفض يضع عقبة إضافية أمام أي تقارب محتمل، ويترك التسوية رهينة لمفاوضات غير مباشرة.