شهدت إسرائيل مواجهة حادة بين المستويين السياسي والعسكري على خلفية التعيينات الجديدة، التي أجراها رئيس الأركان إيال زامير، ما دفع وزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى مهاجمته واتهامه بالإضرار بضباط الجيش.
ووفقًا لبيان صادر عن جيش الاحتلال، فإن رئيس الأركان هو من يقرر التعيينات، وتخضع بعد ذلك لموافقة الوزير، معتبرًا أن تعامل كاتس مع زامير "كما لو كان عريفًا" هو "خطوة غير مسبوقة"، بحسب ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
من جانبه، دعا رئيس الأركان الإسرائيلي، في خطاب له اليوم، إلى "الثقة المتبادلة والتعاون الكامل" بين المستويين السياسي والعسكري، مضيفًا أن "النصر في ساحة المعركة لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل أيضًا على التماسك بين المستويات".
استعدادات لعملية غزة
في الوقت نفسه، عقد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، اجتماعًا مع رئيس الأركان وكبار القادة العسكريين، لبحث المبادئ العامة لخطة السيطرة على مدينة غزة، المقرر عرضها على الحكومة للمصادقة عليها، الأحد المقبل.
وقال كاتس إن "إسرائيل عازمة على هزيمة حماس، وتحرير جميع المحتجزين، وإنهاء الحرب"، مشيرًا إلى أن الجيش "يحشد كل قواته استعدادًا لتنفيذ قرار مجلس الوزراء".
تأتي هذه التطورات بعد موافقة زامير مؤخرًا على "الفكرة المركزية" للعملية، التي قد تتطلب تعبئة ما بين 80 و100 ألف جندي احتياطي، وتهدف إلى "إحداث انهيار في القدرات الحكومية والعسكرية لحركة حماس".
وأشار زامير إلى أن الحملة على غزة "من أعقد الحروب التي شهدتها إسرائيل"، وأن القوات الإسرائيلية "تستعد لتعميق العملية الهجومية في القطاع"، وأنها "لن تنتهي إلا بضمان أمن إسرائيل ومستقبلها".
وأضاف رئيس الأركان الإسرائيلي أن "الجيش يكمل حاليًا استعداداته لتعميق العملية الهجومية في قطاع غزة"، مشددًا على أن مهمة الجيش استعادة المحتجزين وهزيمة حماس.
السيطرة على الشمال
ويقضي الهجوم المخطط له، الذي أقره إيال زامير، أمس الأربعاء، بالسيطرة على مدينة غزة في الشمال وكذلك تدمير حماس في مخيمات اللاجئين وسط غزة.
وأفادت المعلومات بأن مزيدًا من المشاورات بشأن المسار المحدد للعملية ستجري في الأيام المقبلة، وسيتم إطلاع الفرق والألوية المنوط بها تنفيذ الحملة.
كما تستمر الحملة في مدينة غزة، لا سيّما في الضواحي المرتفعة بغرب المدينة، وكذلك في الأجزاء الشمالية الأخرى من القطاع، حتى 2026.
وحذّر زامير، الأسبوع الماضي، من السيطرة الكاملة على القطاع، مشيرًا إلى نقص القوات ومستويات الإجهاد بين الجنود الذين تم نشرهم، إلا أن الحكومة عادت وأقرت الخطة رغم مخاطرها، على أن تجري بشكل تدريجي.
وتصاعدت التحذيرات الدولية والأممية على السواء من مخاطر توسيع هذه الحرب المستمرة منذ 2023، وسط انتشار سوء التغذية في كامل غزة، فضلًا عن شح الموارد الطبية والغذائية والمائية، ناهيك عن المستشفيات.