تعمل إسرائيل على قدم وساق من أجل البحث عن دولة لإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة فيها، وكان آخر تلك التحركات إجراء محادثات مع جنوب السودان، وفق ما كشفت عنه وكالة أسوشيتد برس نقلا عن عدة مصادر مسؤولة، وهو الأمر الذي تعارضه القاهرة بشدة.
ووفقًا للتقرير، بدأت العلاقات الخاصة بين إسرائيل وجنوب السودان قبل إعلان استقلال البلاد في عام 2011، حيث لعبت دورًا هامًا في دعم جنوب السودان من أجل الاستقلال، وكانت من أوائل دول العالم التي اعترفت به كدولة ذات سيادة، ما أدى إلى علاقات ثنائية وصفت بالوثيقة.
جهد أوسع
وفي الأسبوع الماضي زار وزير خارجية جنوب السودان، موندي سيمايا كومبا، إسرائيل والضفة الغربية، وهي الزيارة التي تم تنظيمها بمبادرة من وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، كجزء من جهد أوسع تبذله إسرائيل لتسهيل الهجرة الجماعية للفلسطينيين من قطاع غزة.
وأكد ستة أشخاص مطلعون على الأمر حدوث المحادثات للوكالة، إلا أنه لم يتضح بعد مدى تقدمها، ولكن بالنسبة لجنوب السودان، قد يساعدهم الاتفاق في بناء علاقات أوثق وفرصة محتملة للوصول إلى ترامب، من أجل رفع العقوبات عن بعض النخب في جنوب السودان.
رفض مصري
وكشفت المصادر، عن احتمالية قيام وفد إسرائيلي بزيارة جنوب السودان، لبحث إمكانية إنشاء مخيمات للفلسطينيين هناك، إلا أنه لم يتم تحديد موعد الزيارة بعد، ومن المرجح أن تقوم إسرائيل بدفع كافة تكاليف إقامة تلك المخيمات.
وتعارض مصر بشدة خطط نقل الفلسطينيين من قطاع غزة، نقلًا عن مصادر مصرية، أكدت أن مصر على علم منذ أشهر بجهود إسرائيل لإيجاد دولة تقبل الفلسطينيين، بما في ذلك اتصالاتها مع جنوب السودان، ولكن موقف القاهرة ثابت وراسخ في منع تصفية القضية الفلسطينية والتأكيد على إعادة إعمار غزة.
المجتمع الدولي
ويرفض الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان ومعظم المجتمع الدولي هذه المقترحات باعتبارها نموذجًا للطرد القسري في انتهاك للقانون الدولي، حيث يخشون من أن إسرائيل لن تسمح لهم بالعودة أبدًا، وأن المغادرة الجماعية سوف تسمح لها بضم غزة وإعادة إقامة المستوطنات اليهودية هناك.
وفي أحدث تصريحاته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن نيته لتحقيق رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل جزء كبير من سكان غزة من خلال ما وصفه نتنياهو بـ "الهجرة الطوعية"، معتقدًا أنه من الصواب وفقًا لقوانين الحرب السماح للسكان بالمغادرة، ثم يدخل جيش الاحتلال بكل قوته لمواجهة حماس.