الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وزير الخارجية المصري: لا أمن للمنطقة دون دولة فلسطينية

  • مشاركة :
post-title
وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان

القاهرة الإخبارية - طه العومي

حذَّر وزير الخارجية المصري الدكتور عبدالعاطي من استمرار سياسة التجويع الممنهج والإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، التي تؤجج الصراع وتعمق الكراهية ونشر التطرف في المنطقة.

جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية المصري اليوم السبت، بمدينة العلمين وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، حيث عقدا اجتماعًا ثنائيًا، أعقبه جلسة مباحثات موسَّعة بمشاركة وفدي البلدين، في إطار التشاور والتنسيق الدورى بين مصر وتركيا، حسب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير تميم خلاف.

 بحث الوزيران أبرز الملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي صدارتها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والكارثة الإنسانية في قطاع غزة، في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يسعى لترسيخ الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، ومواصلة حرب الإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وتقويض حقه الأصيل في تقرير مصيره وتجسيد دولته المستقلة، في انتهاك صارخ لكل قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. 

فى هذا السياق، أعرب الوزيران عن إدانتهما القاطعة لقرار المجلس الوزاري الإسرائيلي احتلال قطاع غزة بالكامل، وأكدا ضرورة التصدي لغطرسة القوة التي تنتهجها إسرائيل التي تؤدي إلى تقويض الأمن والاستقرار بالمنطقة.

كما شدد وزير الخارجية المصري على أن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة تمثل خرقًا فادحًا لكل المواثيق والالتزامات الدولية، والنيل من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مُجدِدًا التأكيد على أنه لا أمن ولا استقرار لإسرائيل أو للمنطقة دون تجسيد الدولة الفلسطينية.

واستعرض "عبدالعاطي" الجهود التي تقودها مصر بالشراكة مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، إلى جانب ما تبذله مصر من مساعٍ حثيثة لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية، مؤكدًا أهمية مضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل لزيادة عدد الشاحنات وتسهيل نفاذها دون عوائق.

الملفات الإقليمية

وأوضح متحدث الخارجية المصرية، أن المشاورات الموسعة تناولت عددًا من الملفات الإقليمية الأخرى ذات الأولوية، من بينها التطورات في ليبيا.

وفي هذا الصدد، أكد "عبدالعاطي" الأهمية البالغة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن فى أقرب وقت، وضرورة تفكيك المليشيات وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، باعتبار ذلك الضمان الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار فى ليبيا.

كما تناول الوزيران الأوضاع فى السودان وأهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار ونفاذ المساعدات، إذ أكد "عبدالعاطي" موقف مصر الداعم لمؤسسات الدولة السودانية، وضرورة واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السودانية.

وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، أكد "عبدالعاطي" رفض مصر لأية تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب السوري، داعيًا إلى ضرورة تكاتف المجتمع الدولي للحيلولة دون أن تكون سوريا مصدرًا لتهديد الاستقرار في المنطقة.

كما أدان الانتهاكات الإسرائيلية واحتلال إسرائيل لأراض سورية، مشددًا على رفض مصر الكامل لانتهاك إسرائيل لاتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما يعد انتهاكا صارخًا للقانون الدولي.

كما استعرضت المباحثات تطورات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي، وشدد وزير الخارجية المصري على ضرورة احترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي الصومالية، ورفض أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية بما يحفظ أمنها واستقرارها.

العلاقات المصرية التركية

وأعرب الوزيران عن الحرص المشترك على تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، خاصة في ظل ما يحمله العام الجاري من دلالة رمزية بمناسبة مرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا، وهو ما يجسِّد عمق الروابط التاريخية والحضارية التي تجمع البلدين الصديقين.

وأكد "عبدالعاطي" أهمية الاستمرار في تفعيل مخرجات الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، الذي عُقد في إسطنبول في سبتمبر 2024 برئاسة رئيسي البلدين، والعمل على استكمال ما تم الاتفاق عليه في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والقطاعية المختلفة، بما يسهم في إطلاق مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين.

كما أكد تطلع مصر إلى زيادة الاستثمارات التركية المباشرة، وتكثيف التعاون في قطاعات الإنتاج والتصنيع والطاقة والنقل والسياحة وصولًا إلى تحقيق هدف رفع حجم التبادل التجاري ليبلغ 15 مليار دولار، وهو ما يمثل هدفًا استراتيجيًا مشتركًا يخدم مصالح الشعبين.

كما أعرب وزير الخارجية المصري عن التقدير للجانب التركي على إعلان تأييده للمرشح المصري الدكتور خالد العناني لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، وهو ما يعكس عمق العلاقات بين البلدين، والدعم المتبادل في المحافل الدولية.