الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

40 ألف قطعة لكل كيلو.. المنتجات البلاستيكية تحتل قاع المياه اليابانية

  • مشاركة :
post-title
العثور على نفايات منذ عصر الإمبراطور شووا

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

كشف تحقيق صادم عن أن قاع المياه اليابانية العميق مغطى بالكامل بالنفايات البلاستيكية القادمة من جميع أنحاء العالم، بواقع ما يقرب من 40 ألف قطعة لكل كيلومتر مربع، وتمتد لعشرات الكيلومترات، وهو ما يهدد الحياة البحرية بصورة مرعبة.

وأطلقت الوكالة اليابانية لعلوم وتكنولوجيا البحار والأرض، تحقيقًا ضخمًا عام 2019 استمر حتى ربيع عام 2025، بهدف التأكد من حالة تلوث النفايات البلاستيكية في قاع المحيط العميق حول اليابان، باستخدام غواصة الأبحاث المأهولة شينكاي 6500، المزودة بكاميرات.

الساحل الياباني

قامت الغواصة خلال السنوات الماضية، باستكشاف قاع خندق اليابان، والمياه قبالة شبه جزيرة بوسو وخليج ساجامي وخليج سوروجا، والمياه قبالة ساحل شيكوكو، وشبه جزيرة نوتو، بحسب صحيفة اليابان تايمز، إذ عملوا على اكتشاف أعماق تتراوح بين 800 متر إلى 7 آلاف متر تحت الماء.

وفي مفاجأة صادمة، عثر الخبراء على كميات هائلة من البلاستيك في جميع هذه المواقع، التي تم مسحها بالكامل، إذ احتوت المناطق الأكثر تلوثًا على ما بين 10 آلاف و40 ألف قطعة بلاستيكية لكل كيلومتر مربع، تمتد على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل الياباني.

عصر شووا

ومن بين النفايات، كانت 70% إلى 80% أكياسًا من البولي إيثيلين وأكياس تسوق بلاستيكية، أما الباقي فكان في الغالب زجاجات بلاستيكية وأوعية طعام، ومن المعروف أنه لا تتحلل هذه النفايات بسرعة في أعماق البحار بسبب نقص الضوء، وتم تحديد بعض النفايات على أنها منتجات من عصر شووا 1926-1989، وهي الأطول بين فترات جميع أباطرة اليابان.

وأظهرت بعض ملصقات المنتجات أن العناصر انجرفت في تيار محيطي ليس فقط من اليابان، ولكن أيضًا من الصين وكوريا الجنوبية ودول ومناطق جنوب شرق آسيا، كما أكد فريق البحث اكتشافه انتشار كمية هائلة من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مياه البحر.

وتعرف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة على أنها شظايا صغيرة من المنتجات البلاستيكية، تحتوي على مواد كيميائية ضارة بجسم الإنسان، كما أن تناول الأسماك لها وابتلاعها يؤثر على صحة الإنسان إذا قام بصيد تلك الأسماك وتناولها.

المنتجات البلاستيكية

وأكد فريق الباحثين الذي أجرى البحث، أن العالم مرتبط بالمحيط، إذ تتدفق كميات هائلة من النفايات البلاستيكية القادمة من قارات مجاورة، ولذلك طالبوا بضرورة الحفاظ على المحيط نظيفًا، من خلال التعاون بين الدول في جميع أنحاء العالم، الذي يبدأ باستخدام عدد أقل من المنتجات البلاستيكية.

ووفقًا لتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فيمكن تقليل التلوث بالمواد البلاستيكية بنسبة 80% بحلول عام 2040، إذا أدخلت البلدان والشركات التجارية تحولات عميقة في السياسات والأسواق باستخدام التقنيات الحالية، إذ حدد التقرير حجم وطبيعة التغيرات اللازمة لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية وتحقيق عملية اقتصاد دائرية.

مواد بديلة

ومن أجل ذلك اقترح التقرير أولًا القضاء على المواد البلاستيكية، التي ينطوي استخدامها على مشكلات وغير الضرورية لتقليل حجم المشكلة، ودعا التقرير إلى إحداث ثلاثة تحولات في السوق، أولهم تعزيز خيارات إعادة الاستخدام، وهو الأمر الذي يمكن أن يقلل بنسبة 30% من التلوث بالمواد البلاستيكية بحلول عام 2040.

كما يمكن لإعادة التدوير أن يكون سببًا للحد من التلوث بالمواد البلاستيكية بنسبة 20% إضافية بحلول عام 2040، إذا أصبحت عملية إعادة التدوير مشروعًا أكثر استقرارًا وربحًا، أما الأمر الثالث بحسب البرنامج البيئي، فيتمثل في الاستعاضة عن منتجات الأغلفة البلاستيكية والأكياس والمنتجات الجاهزة بمنتجات مصنوعة من مواد بديلة مثل الورق، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض إضافي بنسبة 17% في التلوث بالمواد البلاستيكية.