لجأ الأوكرانيون المنهكون من وقع الطائرات بدون طيار الروسية، التي ترسلها موسكو أفواجًا لضرب أهدافها، إلى شبكات الصيد في محاولة بدائية لتفادي النيران الروسية.
يقوم المهندسون في منطقة سومي ببناء أميال من شبكات الصيد المضادة للطائرات بدون طيار بعضها تبرع به الصيادون الأوروبيون، بحسب "تايمز" البريطانية.
وتُعد شبكات الصيد حلاً بسيطًا تقنيًا لطائرات بدون طيار من منظور الشخص الأول (FPV) التي غيّرت طبيعة الحرب في أوكرانيا، وربما طبيعة الحرب نفسها.
تستخدم روسيا طائرات بدون طيار بتقنية الرؤية من منظور الشخص الأول(FPV)، متصلة بخيوط رفيعة من كابلات الألياف الضوئية، ويستحيل تشويش هذه الطائرات لأن طياريها لا يستخدمون إشارات إلكترونية للتحكم بها، ويمكن إيقافها بشباك رخيصة تتشابك مع مراوحها، مما يوقفها عن مسارها قبل أن تصل إلى أهدافها.
وقال المقدم ماكسيم كرافتشوك، رئيس الاتصالات في قوات الهندسة في الجيش الأوكراني، إن أوكرانيا تقوم الآن ببناء شبكات صيد لصد للطائرات بدون طيار على طول خط المواجهة بأكمله، من الشرق إلى الجنوب.
وقال لوسائل الإعلام الأوكرانية: "حتى لو لم توفر الشبكة ضمانًا بنسبة 100 في المئة، فإنها تعقد مهمة العدو بشكل كبير لأنه يجب إرسال المزيد من الطائرات بدون طيار إلى هدف واحد".
وتشير التقارير إلى أن شبكات الصيد الدنماركية التي تم حظرها في المياه البريطانية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما دفعها لتكون حصة كبيرة من تبرعات البلاد، والتي تقدر قيمتها بنحو 2.5 مليون يورو.
على طريق بالقرب من سومي، وهي مدينة أوكرانية محاصرة تبعد 20 ميلاً فقط عن الحدود الروسية، قام الجنود بفك لفات ضخمة من شبكات بلاستيكية قبل ربطها بأعمدة خشبية بارتفاع 4 أمتار تم نصبها على فترات منتظمة على طول الطريق.
دخلت القوات الروسية منطقة سومي هذا العام بعد طرد القوات الأوكرانية من معظم منطقة كورسك المجاورة غرب روسيا. وصرح الرئيس بوتين بأن موسكو تهدف إلى إنشاء "منطقة عازلة" في المنطقة كجزء من هجومها الصيفي، وتسيطر قواته على حوالي اثنتي عشرة قرية في المنطقة الحدودية، على الرغم من أن أوكرانيا حققت بعض النجاح في وقف تقدمهم.
وقد تم تجهيز بعض المركبات العسكرية الأوكرانية أيضًا بشبكات، بالإضافة إلى أقفاص معدنية واقية تحميها من هجمات الطائرات بدون طيار الروسية المتواصلة، كما تجعلها تبدو وكأنها عناصر من سلسلة أفلام ماد ماكس.
ولا تستطيع الشباك حماية المدن، ففي سومي، استهدفت طائرات روسية بدون طيار مبنى الإدارة الرئيسي في الساحة المركزية خلال الأسابيع الأخيرة، وتعرض المبنى لهجومين ليل 25 يوليو الماضي، إلى جانب الطائرات المسيرة، تعرضت المدينة، التي كان عدد سكانها قبل الحرب 250 ألف نسمة، لقصف صاروخي روسي باليستي وصواريخ جراد وقنابل جوية موجهة قوية.