في الوقت الذي تعهدت فيه أوروبا بدعم أوكرانيا بمليار دولار لشراء أسلحة أمريكية مختلفة، حذرت القيادة العسكرية من أن روسيا تواصل بثبات دعم مجهودها الحربي بآلاف الجنود شهريًا، ولم يعد أمام كييف سوى مواصلة تعبئة الجيش بالجنود لمواجهة ذلك.
ومنذ منتصف يونيو، صعّدت روسيا هجماتها، وحشدت مئات الآلاف من الجنود على الجبهة، لشن هجمات متفرقة على عدة جبهات، في الوقت الذي تكافح فيه القوات الأوكرانية لصد الهجمات والوقوف أمام القوى البشرية الروسية الهائلة والمعدات الحربية المتطورة، ولكنها لا تنجح إلا في إبطاء الهجوم فقط.
القوات الروسية
وأمام ذلك، حذر القائد العسكري الأعلى في أوكرانيا أوليكساندر سيرسكي من أن روسيا تعمل على تسريع جهود التعبئة، مع خطط لتشكيل 10 فرق عسكرية جديدة بحلول نهاية العام، وبحسب كييف اندبندنت، تم تشكيل فرقتين بالفعل، وأن القوات الروسية تضيف حوالي 9 آلاف جندي كل شهر.
ووفقًا لسيرسكي، خسرت القوات الروسية أكثر من 33,200 جندي في يوليو وحده، أي بزيادة 800 جندي عن الشهر السابق، حيث أشارت التقديرات إلى أن روسيا خسرت أكثر من مليون عسكري منذ بدء الحرب الشاملة، ورغم ذلك تزيد من عدد قواتها بشكل شهري.
التعبئة والتدريب
وتسعى روسيا لتحقيق أهدافها، والسيطرة على ما تبقى من مناطق لوجانسك ودونيتسك وخاركيف وسومي ودونباس، ويميل ميزان القوى البشرية لصالح روسيا، رغم خسائرها الكبيرة التي تبلغ 100 جندي لكل كيلومتر مربع، ولكن في المقابل، تعاني ألوية الجيش الأوكراني نقصًا حادًا في العدد.
ولم يعد أمام أوكرانيا خيارًا آخر سوى مواصلة إجراءات التعبئة، وتحسين التدريب القتالي، وتعزيز الأماكن غير المأهولة من القوات الأوكرانية، ردا على النمو العسكري الروسي، بجانب الإصلاحات الجارية داخل السلك العسكري الأوكراني لتحسين التنسيق وفعالية ساحة المعركة.
أسلحة أمريكية
وتعهد حلف شمال الأطلسي بتقديم أكثر من مليار دولار في يومين فقط لشراء أسلحة أمريكية الصنع ذات الأولوية العالية إلى أوكرانيا من خلال وكالة الدعم والمشتريات التابعة للحلف، وذلك ضمن مبادرة الدفاع الجديدة، التي تم تصميمها لتسريع عملية شراء الأسلحة لكييف من خلال الحصول على المعدات مباشرة من السوق الأمريكية.
ويعود مبلغ المليار دولار، إلى مساهمة مشتركة من السويد والنرويج والدنمارك بقيمة 500 مليون دولار، كما تعهّدت الدنمارك بتقديم حوالي 90 مليون دولار، والسويد بتقديم 275 مليون دولار والنرويج بـ 135 مليون دولار أمريكي، وقبلهم هولندا بـ 500 مليون يورو، لتصبح أول دولة تمول الحزمة الأولية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تدرس فيه روسيا اقتراحا بوقف حملة الضربات طويلة المدى في أوكرانيا، كتنازل محتمل للرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى مع التزامها بمواصلة الحرب، وفق ما أوردته وكالة بلومبرج، تتضمن وقفًا مؤقتًا لضربات الطائرات المُسيّرة والصواريخ، ولكن بشرط موافقة أوكرانيا على المشاركة.