توترت العلاقات الأمريكية الهندية بعد أن سادت فترات كبيرة من الصداقة، بسبب انتقادات دونالد ترامب للرسوم الجمركية والنفط الروسي، وفرض ضريبة بنسبة 25% على نيودلهي، بحسب "فاينانشال تايمز" البريطانية.
بعد ستة أشهر فقط، من استضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لرئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، في البيت الأبيض، تدهورت علاقتهما، وبلغت ذروتها بفرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على البضائع الهندية هذا الأسبوع، وإدانته لخامس أكبر اقتصاد في العالم.
انتقد ترامب الحواجز التجارية الهندية ووصفها بأنها "مُرهِقة ومُزعجة"، قائلًا: "الهند وروسيا اقتصادات ميتة"، أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي اللاذعة دهشة المسؤولين الهنود، تاركةً المحللين يكافحون لفهم كيف تدهورت العلاقات بين الزعيمين اللذين كانا يتمتعان حتى وقت قريب بتوافق شخصي قوي إلى هذا الحد وبهذه السرعة".
قال إندراني باجشي، الرئيس التنفيذي لمركز أبحاث أنانتا: "من الواضح أن ترامب جعل الأمر مسألة شخصية للغاية ضد مودي، ولا أعتقد أن الأمر له علاقة كبيرة بالسياسة بعد الآن".
وألمح ترامب قبل أسابيع إلى أن اتفاقية تجارية مع نيودلهي وشيكة، إذ سعت الهند إلى تجنب فرض رسوم جمركية بنسبة 26% بمناسبة "يوم التحرير"، لكن الرسوم التي تم فرضها، الأربعاء الماضي - قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب في الأول من أغسطس على شركاء الولايات المتحدة التجاريين الآخرين - كانت أقل بنسبة نقطة مئوية واحدة فقط، وأضاف الرئيس الأمريكي أنه ستكون هناك عقوبة غير محددة على الهند لشرائها النفط الروسي.
من جانبها؛ صرّحت حكومة مودي بأنها تدرس تداعيات خطوة ترامب، وصرّح مسؤولون لـ"فاينانشال تايمز" بأنهم ما زالوا يتوقعون عودة وفد أمريكي إلى الهند لإجراء محادثات تجارية في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال بيوش جويال، وزير التجارة، في تصريحات مقتضبة أمام البرلمان: "سنتخذ جميع الخطوات اللازمة لتأمين مصالحنا الوطنية والنهوض بها"، وأوضح المسؤولون الأمريكيون أن غضب واشنطن من الهند يتركز بشكل كبير على شرائها النفط الروسي، أكبر مصدر للإمدادات في الهند.
ووصف ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، مشتريات النفط بأنها "نقطة غضب" في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، الخميس الماضي، مضيفًا أن "الهند تساعد في جوهرها في تمويل المجهود الحربي الروسي بأوكرانيا.
وأضاف محللون للشبكة الأمريكية، أن ما على المحك يتجاوز علاقة ترامب ومودي أو حتى العلاقات الاقتصادية للهند مع أكبر شريك تجاري لها، وأن ترامب بدا أيضًا وكأنه يقترب من باكستان، الخصم اللدود للهند، بعد أسابيع فقط من خوض الخصوم في جنوب آسيا صراعًا قصيرًا.
خلال الحرب الباردة، توترت العلاقات بين الولايات المتحدة والهند، في حين كانت نيودلهي تربطها علاقات وثيقة بموسكو، لكن على مدى العقدين الماضيين، بنت الدولتان علاقة في مجال الدفاع والتكنولوجيا اعتُبرت على نطاق واسع واحدة من أقوى ردود العالم الديمقراطي على التوسع الصيني.
في فبراير الماضي، أعلنت الدولتان خططًا لشراكة دفاعية جديدة لمدة 10 سنوات، وقالتا إنهما عازمتان على التفاوض على الشريحة الأولى من اتفاقية تجارية ثنائية بحلول الخريف.
في المفاوضات التي تلت ذلك، قال محللون ومسؤولون في الهند والولايات المتحدة إن الجانبين توصلا إلى اتفاق عام على خفض التعريفات الجمركية وفتح الأسواق في مجموعة من الصناعات، مع إصرار الهند على حماية أسواقها الحساسة سياسيًا في مجال الحبوب الغذائية ومنتجات الألبان، وظل مشروع الاتفاق دون توقيع ترامب بعد تدهور العلاقات الشخصية بين الزعيمين.