تتضاءل فرص التهدئة في غزة، وسط تقارير كشفت عن خطة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن استمرار العمليات العسكرية بالقطاع. في الوقت الذي ترفض حركة "حماس" التخلي عن سلاحها، مقابل إنهاء الحرب بشكل دائم، ردًا على مقترح جديد كشف عنه المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف.
وكشفت تقارير إسرائيلية، مساء أمس السبت، أن مصادر مطلعة على مفاوضات تبادل المحتجزين، أبلغت عائلات المحتجزين بأن الولايات المتحدة تنسق بشكل كامل مع نتنياهو بشأن استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، مؤكدين أن "واشنطن لم تفرض بعد أي قيود على إسرائيل".
في المقابل، أعرب جيش الاحتلال الإسرائيلي عن "عدم ارتياحه" لنية حكومة نتنياهو توسيع التوغل البري في غزة، وهي الخطة التي تأجل تنفيذها الأسبوع الماضي، ومن المتوقع اتخاذ قرار بشأنها الأسبوع المقبل.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن الجيش يتحفظ على تحركات القيادة السياسية وغير راضٍ عن نية توسيع المناورات في غزة.
ويأتي هذا في الوقت الذي أبلغ مسؤول إسرائيلي كبير، مراسلين أجانب أن نتنياهو لم يعد يسعى إلى اتفاق جزئي، بل بات من الضروري التوصل إلى اتفاق كامل بشأن غزة، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية، التي استغربت من التحول في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي خرق وقف إطلاق النار، مارس، واستأنف العدوان على غزة بذرائع واهية، ومنذ ذلك الحين يصر على اتفاق جزئي، لن يؤدي إلا إلى تأخير إنهاء الحرب.
وشككت الصحيفة أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي راغبًا بالفعل في اتفاق شامل ينهي الحرب. ويترتب على ذلك عواقب أخرى لا يريدها، مثل بدء محاسبة عامة للحكومة، وربما تجدد المطالبات بتشكيل لجنة تحقيق حكومية في هجوم 7 أكتوبر.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس الأول الجمعة، عن أزمة بين رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، وحكومة نتنياهو. وحذرت الصحيفة من أنه ما لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة واتفاق بشأن المحتجزين، ستتفاقم الأزمة، وقد تصل إلى حد يدفع رئيس الأركان إلى التفكير في الاستقالة من منصبه.
ولفتت الصحيفة إلى رغبة جيش الاحتلال الإسرائيلي في اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، وصفقة تبادل، وهو ما يتعارض مع ضغوط وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير لاحتلال قطاع غزة بأكمله ومواصلة حملة التدمير والقتل والتهجير.
ويغازل نتنياهو هذه المطالب منذ فترة طويلة، ولم يعارضها رغم تحفظات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يخشى من العواقب الأخلاقية لهذه الأفعال، ومن التآكل الشديد في دوافع وقدرات جنوده، وفق "هآرتس".
ويأتي الحديث عن رغبة نتنياهو في اتفاق كامل، متزامنًا مع تصريحات أدلى بها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، لعائلات المحتجزين الإسرائيليين، أمس السبت، بأن الرئيس دونالد ترامب يريد "تحويل" سياسة غزة من محاولة التوصل إلى وقف جزئي ومرحلي لإطلاق النار في غزة واتفاق بشأن المحتجزين، إلى التوصل إلى اتفاق شامل.
وقال ويتكوف للعائلات إن أي اتفاق لإنهاء الحرب في غزة يجب أن يتضمن نزع سلاح حماس. وردت الحركة أنها لن تنزع سلاحها قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.
وذكرت "حماس" في بيانها: "تعليقًا على ما نشرته بعض وسائل الإعلام، نقلًا عن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، من أن الحركة أبدت استعدادها لنزع سلاحها، نؤكد مجددًا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائمًا، وأقرته المواثيق والأعراف الدولية".
وأضافت الحركة أنه "لا يمكن التخلي عن المقاومة وسلاحها إلا باستعادة حقوقنا الوطنية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".