وجَّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنشر غواصتين نوويتين في "مناطق مناسبة"، ردًا على ما وصفه بـ"تصريحات استفزازية للغاية" من روسيا، مستشهدًا بتصريحات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف (الرئيس الروسي السابق)، في أهم إجراء له ضد موسكو منذ عودته إلى منصبه، بحسب "فايننشال تايمز".
وقال "ترامب"، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "أمرتُ بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة، تحسبًا لأن تكون هذه التصريحات الحمقاء والمُحرضة أكثر من ذلك.. والكلمات بالغة الأهمية، وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى عواقب غير مقصودة، وآمل ألا تكون هذه إحدى تلك الحالات".
يأتي ذلك قبل الموعد النهائي الجديد الذي فرضه ترامب الأسبوع المقبل لنظيره الروسي فلاديمير بوتين؛ للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات أمريكية أشد، وردًا على الموعد النهائي الجديد، كتب ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، على حسابه في إكس: "كل إنذار نهائي جديد يُمثل تهديدًا وخطوة نحو الحرب".
وأضاف ترامب، أن على ميدفيديف الحذر في كلامه، وأنه يدخل منطقة بالغة الخطورة، بعد أن قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي في منشور على تيليجرام أن كلام الرئيس الأمريكي يُظهِر أن "روسيا مُحقة تمامًا وستواصل مسيرتها التي اختارتها، وأن يتذكر أيضًا مدى خطورة (اليد الميتة) الأسطورية، التي تعني النظام الروسي الذي سيُطلق صواريخ نووية في حال مقتل قادة البلاد بضربة من دولة أخرى".
من جهته، قال جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن تحركات الغواصات الأمريكية القادرة على حمل أسلحة نووية لم تكن تُعلن علنًا في العادة.
وأضاف أكتون: "يوجد يوميًا قدر هائل من القدرات في المحيطين الأطلسي والهادئ قادر على ضرب روسيا"، محذرًا: "لا نعرف ما إذا كان ذلك يمثل تغييرًا في الموقف النووي الأمريكي".
يزداد إحباط الرئيس الأمريكي من رفض نظيره الروسي المشاركة في جهود السلام في أوكرانيا، متذمرًا من أنه بينما يُجري الزعيمان "محادثات جيدة"، تواصل موسكو مهاجمة أوكرانيا.
قال إريك رافن، وكيل وزارة البحرية الأمريكية السابق: "ما تُشير إليه هذه الرسالة على الأرجح لا يتعلق بالاستعداد العسكري الأمريكي".
قال ترامب، الثلاثاء الماضي، إن روسيا لديها مهلة 10 أيام لوقف القتال، وهدد موسكو بفرض تعريفات جمركية "شديدة"، بالإضافة إلى عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي.
على الرغم من هذا التهديد، شنت روسيا، الخميس الماضي، ثاني أعنف هجوم لها في الحرب، إذ ضربت موجات من الطائرات المُسيَّرة والصواريخ العاصمة الأوكرانية، ما أسفر عن مقتل 11 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 100.
جاء القصف الجوي بعد انتهاء الجولة الثالثة من محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا، الأسبوع الماضي، باتفاق الطرفين على عدم إحراز أي تقدم يُذكر نحو وقف إطلاق النار.
ويوم الخميس، كرر الرئيس الأمريكي تهديده بفرض عقوبات على روسيا، رغم أنه تساءل بصوت عالٍ عما إذا كان ذلك سيؤثر على بوتين.