ربطت الدول الغربية اعترافها المزمع بالدولة الفلسطينية بإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة، ما يمثل وسيلة ضغط على إسرائيل، لإنهاء الحرب على القطاع الفلسطيني، ووضع حد للأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.
وكانت فرنسا أول قوة غربية كبرى تعلن عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، إذ قال الرئيس إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو الماضي، إنه سيعلن اعتراف بلاده رسميًا بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
وجاء إعلان ماكرون قبل أيام من المؤتمر الدولي الذي استضافته الأمم المتحدة، للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، والذي جرت فعالياته في نيويورك يومي 28 و29 يوليو، بهدف وضع خارطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة "تعيش بسلام بجوار إسرائيل". وطالبت الوثيقة الختامية للمؤتمر بمساعدة إنسانية منسقة وإعادة إعمار غزة.
ودفعت إسرائيل دون تردد قطاع غزة إلى أتون مجاعة ضارية، تهدف بشكل واضح لتمهيد الطريق لخطة واسعة لتهجير الفلسطينيين من القطاع، وكل ذلك حدث بضوء أخضر من الولايات المتحدة، الأمر الذي قلَّص ثقة ماكرون وفرنسا برؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحل في غزة.
وفي ختام مؤتمر حل الدولتين، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن 15 دولة غربية وجهت الدعوة إلى البلدان الأخرى لإعلان عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ووفقًا لما ذكره وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، الأربعاء الماضي، دعت فرنسا و14 دولة أخرى، من بينها كندا وأستراليا، البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين.
والى جانب فرنسا، انضمت كندا وأستراليا -العضوان في مجموعة العشرين- إلى النداء، ووقعت دول أخرى الدعوة، وهي أندورا وفنلندا وأيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورج ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا.
وأعربت 9 دول منها لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية عن "استعداد بلادها أو اهتمامها الإيجابي" في الاعتراف بها، وهي أندورا وأستراليا وكندا وفنلندا ولوكسمبورج ومالطا ونيوزيلندا والبرتغال وسان مارينو.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت بريطانيا ومالطا وكندا والبرتغال، عزمها الاعتراف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر المقبل، ولكن لندن قالت إنها ستمضي قدمًا في قرارها ما لم تتخذ إسرائيل خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة.
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الثلاثاء الماضي، بأن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر، ما لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة وحل الدولتين.
وقال "ستارمر" إن على حكومة بنيامين نتنياهو إنهاء أساليبها التجويعية، وأن تسمح بوصول المساعدات إلى القطاع المحاصر، بعد أن أعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم، الثلاثاء الماضي، أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة المحاصر.
فيما دعت ألمانيا إلى بدء مفاوضات فورية لتحقيق "حل الدولتين"، معتبرة أنه السبيل الوحيد للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأكدت وزارة الخارجية أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يكون نتيجة لتلك المفاوضات، محذرة من خطوات أحادية إسرائيلية، وسط ضغوط داخلية على برلين لمراجعة دعمها تل أبيب.
وتعترف نحو 149 دولة من أصل 193 في الأمم المتحدة بفلسطين كدولة، وكانت أيرلندا وإسبانيا والنرويج اعترفت بها في مايو 2024، تلتها سلوفينيا وأرمينيا في يونيو من العام نفسه.
وتعتزم بريطانيا وكندا ومالطا والبرتغال، إضافة إلى فرنسا، الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر 2025، ما لم يتم التوصل إلى شروط محددة.
وفي عام 2012، حصلت فلسطين على صفة مراقب عام في الأمم المتحدة، ما عزز حضورها الدولي دون الاعتراف الكامل كدولة عضو وسط اعتراض أمريكي دائم.