أكد وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي، أن مصر تكثف جهودها واتصالاتها لدفع الزخم الدولي نحو حل الدولتين للقضية الفلسطينية.
وأشار "عبدالعاطي"، في لقاء خاص لـ"القاهرة الإخبارية" بواشنطن، إلى أن مؤتمر "حل الدولتين" في نيويورك نجح في إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي.
وأوضح أن هذه الجهود شملت اتصالات ولقاءات مكثفة مع أطراف دولية فاعلة، ما أسفر عن نتائج إيجابية، منها إعلان عدة دول اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية، وهو ما يعد تطورًا مهمًا في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن مصر تشعر بالسعادة بهذا التحرك الدولي، معتبرًا أنه "يبعث برسالة واضحة إلى الشعب الفلسطيني بأن المجتمع الدولي لا يدير ظهره لقضيته العادلة، بل يعي حجم معاناته، ويؤمن بحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة".
العلاقات المصرية الأمريكية
وفي سياق آخر، أكد "عبدالعاطي" أن العلاقات المصرية الأمريكية علاقات إستراتيجية ذات طابع خاص يعكس عمق المصالح المشتركة، مشددًا على وجود حرص متبادل من الجانبين على دفع هذه العلاقات نحو مزيد من التطوير.
وكشف "عبدالعاطي" أنه نقل خلال زيارته إلى واشنطن رسالة تقدير من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب، عبر وزير الخارجية الأمريكي، مثمنًا دور الرئيس ترامب في السعي لحل الصراعات بالطرق السلمية، وسعيه لحل الأزمة الإنسانية في غزة، وعلى اهتمامه بمناقشة الوضع الإنساني في غزة.
وأوضح وزير الخارجية المصري أنه التقى نظيره الأمريكي ماركو روبيو، وتناول اللقاء مختلف جوانب العلاقات الثنائية، بما في ذلك الأبعاد الإستراتيجية والسياسية والعسكرية والاقتصادية.
الملفات الإقليمية
كما تطرق اللقاء إلى عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، أبرزها الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، وأكد "عبدالعاطي" أهمية التدخل السريع لإنهاء هذه الكارثة، وأيضًا الدور الحيوي الذي يجب أن تضطلع به الولايات المتحدة في هذا الصدد، خاصة من خلال الضغط على الجانب الإسرائيلي.
وأشار إلى أن المحادثات مع الوزير الأمريكي شملت كذلك تطورات الأوضاع في السودان وليبيا ومنطقة القرن الإفريقي، بالإضافة إلى سوريا ولبنان.
وحرص "عبدالعاطي"، خلال زيارته إلى واشنطن، على الالتقاء بمجموعة من مراكز البحث، موضحًا أهمية هذه اللقاءات نظرًا لدور تلك المراكز البارز في تشكيل وصنع القرار الداخلي والخارجي الأمريكي.
وأضاف "عبدالعاطي" أنه أجرى لقاءً مهمًا ومثمرًا مع هيئة تحرير صحيفة "واشنطن بوست". كما أجرى عددًا من اللقاءات والمباحثات مع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، ولمس تقديرًا كبيرًا للدور المصري كركيزة للاستقرار في المنطقة، وتقديرًا واضحًا للرئيس السيسي لحكمته ورشادته في قيادة ملفات إقليمية مهمة خلال هذه المرحلة العصيبة.
وأشار إلى أنه التقى أيضًا بكبار مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحًا أن الزيارة في مجملها كانت مفيدة.
انتخابات مجلس الشيوخ المصري
وأكد أن انتخابات مجلس الشيوخ تعد استحقاقًا دستوريًا مهمًا، وحقًا أصيلًا لكل مواطن مصري مسجّل في قاعدة بيانات الناخبين، مشددًا على أن ممارسة هذا الحق تمثل مسؤولية وطنية على كل فرد يسعى للمشاركة في رسم مستقبل بلاده.
وأوضح أن مجلس الشيوخ يمثل ركيزة أساسية في العملية التشريعية، جنبًا إلى جنب مع مجلس النواب، مشيرًا إلى أن هذه الانتخابات تعد محطة مهمة في تاريخ الحياة السياسية المصرية، وتسهم في ترسيخ مبادئ الديمقراطية والمشاركة الفاعلة في صنع القرار.
وأضاف: "أدعو كل أبناء الجاليات المصرية في الخارج، مِمَن هم مسجَّلون في قوائم الناخبين، إلى الحرص على ممارسة حقهم الدستوري في التصويت، لأن صوتهم له تأثير مباشر ومسموع في تشكيل الخريطة النيابية والسياسية في مصر".
كما ناشد الوزير المواطنين داخل مصر أيضًا بضرورة المشاركة الفاعلة في الاستحقاقات الانتخابية، سواء لمجلس الشيوخ أو النواب، مؤكدًا أن هذا السلوك يعكس حالة الحراك السياسي الذي تعيشه الدولة المصرية، وجهودها المتواصلة في توسيع دائرة المشاركة الديمقراطية.