يجني الرئيس دونالد ترامب أموالًا طائلة من عمليته السياسية، ويجمع أموالا قد تسمح له بمواصلة كونه صانع الملوك السياسيين حتى لو لم يتمكن من الترشح لإعادة انتخابه، وفق مجلة " بوليتيكو" الأمريكية.
جمعت لجنة العمل السياسي الأولية للرئيس ما يقرب من 177 مليون دولار في النصف الأول من العام، بينما جمعت لجنة العمل السياسي القيادية 28 مليون دولار، وفقًا للملفات المقدمة إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية في وقت متأخر أمس الخميس.
أظهرت الملفات أن هاتين المجموعتين وحدهما أبلغتا عن رصيد نقدي إجمالي قدره 234 مليون دولار في نهاية يونيو، وهو مبلغ ضخم. كما كان لدى لجنة جمع تبرعات مشتركة منفصلة 12 مليون دولار إضافية في البنك، سيحول جزء كبير منها لاحقا إلى مجموعات أخرى ضمن الشبكة السياسية لترامب.
لم تبدأ الجماعات المرتبطة بترامب إلى حد كبير بتوزيع هذه الأموال، بل حشدت احتياطيا ماليا يمكن للرئيس استخدامه في الانتخابات التمهيدية العام المقبل أو لتعزيز فرص الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي.
وقد أبدى ترامب بالفعل اهتماما كبيرا بانتخابات 2026، حيث تدخل البيت الأبيض لتشجيع بعض أعضاء الحزب الجمهوري الحاليين على الترشح مجددًا، ودفع المنافسين المحتملين بعيدًا عن المنافسة في الانتخابات التمهيدية، وطلب من الجمهوريين في تكساس رسم دوائر انتخابية جديدة على أمل الفوز بمقاعد.
وجود ملايين الدولارات تحت تصرف ترامب، وهو مبلغ غير مسبوق لرئيس في السلطة لا يستطيع الترشح مرة أخرى، قد يسمح له بأن يصبح أحد أكبر اللاعبين الفرديين في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، إلى جانب أعمدة الحزب الجمهوري منذ فترة طويلة مثل صندوق القيادة في الكونجرس وصندوق قيادة مجلس الشيوخ.
وقد يتمكن ترامب من تعزيز فرص مرشحيه المفضلين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، أو إغراق المنطقة في سباقات الانتخابات العامة التنافسية في محاولة لمساعدة الجمهوريين في الحفاظ على السيطرة على الكونجرس.
لدى ترامب عدد قليل من المجموعات السياسية. أنفقت لجنة جمع التبرعات المشتركة الرئيسية، وهي اللجنة الوطنية لترامب، 17 مليون دولار على نفقات التشغيل، بينما حولت ما يزيد قليلًا عن 20 مليون دولار لكل من اللجنة الوطنية الجمهورية وحركة " لا للاستسلام أبدا ".
وتستمر مجموعة من المجموعات السياسية الأخرى، بما في ذلك لجان حملته السابقة من حملته الرئاسية لعامي 2016 و2020، في إنفاق مبالغ صغيرة نسبيا من المال والحصول على تحويلات من لجان جمع التبرعات المشتركة الأقدم، ولكنها إلى حد كبير لا تشارك في بناء أمواله.
لجنة العمل السياسي القيادية الرئيسية لترامب هي "لا للاستسلام أبدا"، التي انفصلت عن لجنة حملته الانتخابية لعام 2024. واختتمت اللجنة شهر يونيو برأس مال نقدي قدره 38 مليون دولار، بعد إنفاق 1608 مليون دولار، معظمها نفقات متبقية من حملة ترامب الانتخابية العام الماضي.
أعلنت منظمة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، وهي لجنة العمل السياسي الرئيسية المؤيدة لترامب، عن امتلاكها 196 مليون دولار نقدًا، بعد إنفاق بضعة ملايين فقط. استفادت المجموعة، التي لا تخضع لحدود التبرعات، من حملات جمع تبرعات شارك فيها ترامب ونائبه جيه دي فانس هذا الربيع. جمعت أموالًا من مجموعة من كبار المتبرعين للحزب الجمهوري منذ فترة طويلة ومن المهتمين بالعملات المشفرة.
تلقت اللجنة السياسية المستقلة أيضًا بعض التبرعات بعملة البيتكوين. وقع ترامب مشروع قانون تاريخي للعملات المشفرة، حظي بتأييد قطاع الصناعة في يونيو، وسرعان ما توسعت إمبراطوريته التجارية في مجال العملات المشفرة.