أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) اليوم الأربعاء، على أسعار الفائدة دون تغيير للاجتماع الخامس على التوالي، ولم يعط أي مؤشرات تذكر على موعد خفض تكاليف الاقتراض، وذلك في ظل استمرار الضغوط الشديدة من الرئيس دونالد ترامب وحلفائه لخفض تكاليف الاقتراض.
قرار مثير للجدل
أبقى البنك المركزي على سعر الفائدة القياسي للإقراض عند نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%، وهو المستوى الذي ظل عليه منذ ديسمبر الماضي.
ولاقى القرار المثير للجدل معارضة اثنين من محافظي البنك، وكلاهما من تعيين الرئيس ترامب ويتفقان معه على أن السياسة النقدية متشددة للغاية.
وقال البنك في بيان بعد تصويت لجنة السوق المفتوحة الاتحادية بأغلبية تسعة أصوات مقابل صوتين على إبقاء سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة ثابتًا: "لا يزال معدل البطالة منخفضًا، وظروف سوق العمل مستقرة. ولا يزال التضخم مرتفعًا بعض الشيء".
ترامب ينتقد
وفي سياق متصل، ضغط الرئيس دونالد ترامب بشدة على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، مدعيًا أن سياسته المتعلقة بالرسوم الجمركية لن ترفع التضخم. ومع ذلك، يفضّل معظم محافظي البنوك المركزية الانتظار لمراقبة تأثير أجندة ترامب الاقتصادية قبل اتخاذ أي خطوات.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم إنه ينبغي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، لأن إبقاءها مرتفعة يضر بالناس.
وأضاف للصحفيين: "نحن نبقي أسعار الفائدة مرتفعة، وهذا يمنع الناس من شراء المنازل. كل هذا بفضل الاحتياطي الفيدرالي".
مع ذلك، كان اجتماع يوليو حدثًا تاريخيًا، إذ صوّت اثنان من محافظي الاحتياطي الفيدرالي ضد الإجماع، وأيدا خفض أسعار الفائدة هذا الشهر، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ ثلاثة عقود.
رئيس الفيدرالي
من جانبه، صرّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، خلال مؤتمر صحفي، بأن الاقتصاد الأمريكي في وضع قوي، لكن التضخم لا يزال فوق المعدل المستهدف نوعًا ما.
وأضاف: "أعتقد أن موقف السياسة النقدية الحالي يجعلنا في وضع جيد للرد في الوقت المناسب".
وأكد "باول" أن معدل البطالة منخفض ويظل في نطاق ضيق، متوقعًا ارتفاعًا في نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 2.5% وفي الإنفاق الأساسي بنسبة 2.7% خلال 12 شهرًا حتى يونيو.
كما رأى أن وضع السياسة النقدية الحالي مناسبًا للحماية من مخاطر التضخم، مشيرًا إلى أنه لم يتم اتخاذ قرارات بشأن أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر، وأن سوق العمل متوازنة.