بمسيرة تجاوزت خمسة عقود، رسّخت الفنانة المصرية سميرة عبد العزيز مكانتها كواحدة من أبرز الممثلات في تاريخ المسرح والإذاعة والدراما المصرية، بصوتها الرصين، وحضورها الهادئ، والتزامها الرفيع بقواعد الفن، ولم تسع وراء البطولة المطلقة، لكنها اختارت دائمًا الأدوار التي تترك أثرًا، سواء في صورة الأم الحنون أو الشخصية التي تحمل بُعدًا إنسانيًا، تلك المسيرة المشرفة كانت الحافز أمام المهرجان القومي للمسرح المصري ليكرّمها في دورته الحالية.
ضمن فعاليات المهرجان، أقيمت ندوة تكريمية للفنانة القديرة، اليوم السبت، أدارها الكاتب الصحفي والناقد باسم صادق، وافتتحها الناقد محمد بهجت، الذي استعرض ملامح كتابه "سميرة عبد العزيز.. ضمير المسرح المصري"، مشيرًا إلى بداية علاقته بها من خلال أمسية شعرية ألقت فيها إحدى قصائد عبد الرحمن الأبنودي، ثم تكررت اللقاءات الفنية والثقافية، واصفًا تجربتها بالرصينة والمبنية على الجدية المهنية.
وفي حديثها خلال الندوة، أكدت سميرة عبد العزيز أن الفن لم يكن يومًا مجرد مهنة، بل امتداد لحياتها الشخصية والفكرية وشغف حقيقي، مشيرة إلى التزامها الدائم برؤية المخرجين الذين عملت معهم، وحرصها على تطوير أدواتها كممثلة من خلال كل تجربة خاضتها.
كما توقفت عند أبرز محطاتها الإذاعية، وتحديدًا برنامج "قال الفيلسوف" الذي استمر لعقود، واعتبرته من العلامات الفارقة في مشوارها، موضحة أنها كانت تتابع كل تفاصيله بدقة وحرص.
وفيما يخص أدوار الأم التي التصقت بها، بيّنت أنها اجتهدت لتقديم تنويعات مختلفة، معتمدة على القراءة وفهم أبعاد كل شخصية، لتجنب التكرار رغم تشابه الأدوار.
لم تغفل الفنانة ذكر تأثير والدها، المدرس المثقف، الذي دعّمها وشجّعها على دراسة التمثيل بعد التخرج الجامعي، وكان أول من أيقن بموهبتها.
وفي كلمته، أكد مدير المهرجان الفنان عادل عبده أن اختيار سميرة عبد العزيز للتكريم جاء نتيجة تصويت اللجنة العليا، تقديرًا لتاريخها الفني الطويل، وما تمثّله من قيمة مسرحية في المشهد المصري والعربي.