اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حركة حماس بعدم الجدية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإعادة المحتجزين في القطاع، ومنح إسرائيل الضوء الأخضر للقضاء على الحركة الفلسطينية، في تصريحات تعكس تخليه عن المفاوضات في الدوحة، وهو ما من شأنه أن يمثل تحولًا كبيرًا بالنسبة للرئيس الأمريكي، الذي أعرب لعدة أشهر عن رغبته في إنهاء الحرب بسرعة، وفق صحيفة " تايمز أوف إسرائيل".
وأعلن ترامب، أمس الجمعة، أن حركة حماس ليست مهتمة بالتوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين، وأشار إلى دعمه إسرائيل في تعزيز عملياتها العسكرية ضد الحركة الفلسطينية.
قال "ترامب"، للصحفيين خارج البيت الأبيض، بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة وإسرائيل سحب فريقيهما للتفاوض من الدوحة، حيث كانت المحادثات غير المباشرة مع حماس تعقد منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع: "لم تكن حماس راغبة حقًا في إبرام صفقة.. أعتقد أنهم يريدون الموت".
وترى " تايمز أوف إسرائيل" أن ترامب رسم صورة أكثر قتامة للمستقبل، وبدا كأنه يقبل حتى حقيقة أن الولايات المتحدة قد لا تكون قادرة على تأمين إطلاق سراح المحتجزين الخمسين المتبقين، الذي يُعتقد أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة.
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي يخوض حربًا ضد حماس منذ ما يقرب من 22 شهرًا، مشيرة إلى أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا سابقًا أن دخول ترامب إلى البيت الأبيض سيسمح للجيش الإسرائيلي بتوجيه ضربة قاضية.
وأضافت الصحيفة أن ترامب سمح لإسرائيل بإلغاء صفقة المحتجزين السابقة في مارس، بدلًا من الدخول في المرحلة الثانية التي تضمنت إنهاء الحرب بشكل دائم، ثم شنت إسرائيل -وهي الآن على وشك الانتهاء- هجومًا جديدًا يهدف إلى احتلال 75% من القطاع للضغط على حماس، ولمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، منعت إسرائيل جميع المساعدات من دخول القطاع، وهو ما تقول منظمات الإغاثة إنه ساهم في خلق أزمة المجاعة الحالية.
وفي وقت سابق من أمس، التقت عائلات عدد من المحتجزين في غزة بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في البيت الأبيض؛ لتلقي آخر المستجدات بشأن المفاوضات.
وصرح أحد أقارب المحتجزين لـ"تايمز أوف إسرائيل"، أنه خلال أحد اجتماعاتهم السابقة هذا الأسبوع مع مسؤولي ترامب، تم طمأنة العائلات بأن قرار سحب فريق التفاوض الأمريكي من الدوحة كان تكتيكًا "لاستعراض العضلات"، يهدف إلى إقناع حماس بالتنازل عن بعض مطالبها، وخاصة تلك المتعلقة بعدد الأسرى الفلسطينيين الصادر بحقهم أحكام طويلة بالسجن، والذين تريد إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح المحتجزين العشرة الأحياء و18 جثة لمحتجزين قتلى سيتم إطلاق سراحهم على خمس دفعات خلال وقف إطلاق النار الذي يستمر شهرين قيد المناقشة.
وقال أحد أقارب المحتجزين إنه عندما ضغطت عائلات المحتجزين على مساعدي ترامب حول سبب عدم تشجيعهم لصفقة شاملة بدلًا من الإطار المرحلي المطروح على الطاولة، أصر المسؤولون الأمريكيون على أن الإدارة ملتزمة بتأمين إطلاق سراح جميع المحتجزين.
وسرعان ما انضمت إسرائيل إلى الموقف الأمريكي، أمس الجمعة، إذ أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا، قال فيه إن تل أبيب وواشنطن "تدرسان خيارات بديلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم".
وكان البيان تكرارًا لبيان أصدره المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، قبل يوم، لكن مسؤولًا إسرائيليًا كبيرًا قال لـ"تايمز أوف إسرائيل"، أمس الجمعة، إنه لا توجد أفكار جديدة لتأمين إطلاق سراح المحتجزين، وإن الإستراتيجيات العسكرية الوحيدة التي لم يتم اتباعها من شأنها أن تعرض المحتجزين للخطر.
وشككت " تايمز أوف إسرائيل" فيما إذا كان استمرار القتال سيؤدي إلى تدمير حماس بالكامل، وهو الهدف الذي أعلنه نتنياهو كهدف أساسي للحرب.