الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لحل أزمة التجنيد.. زيلينسكي يطلب من أوروبا دفع رواتب الجنود الأوكرانيين

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يعتزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حثَّ الشركاء الأوروبيين على المساعدة في تمويل رواتب أعلى للجنود الذين يقاتلون ضد روسيا، في محاولة لتعزيز التجنيد العسكري وسط تنامي التعب من الحرب في البلاد المنكوبة، وفقًا لما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز".

تحدي التمويل وإقناع الحلفاء الأوروبيين

اعترف زيلينسكي في حديثه مع الصحفيين، كما نقلت "فايننشال تايمز"، بأن حلفاء أوكرانيا رفضوا حتى الآن المساهمة في الرواتب العسكرية، وركزوا دعمهم بدلاً من ذلك على الأسلحة والمعدات.

لكنه أعرب عن اعتقاده بأنه يمكن تغيير آرائهم، مؤكدًا أن "أفراد الخدمة أنفسهم يمكن أن يكونوا السلاح الذي يحمي الجميع".

وأوضح أن أوكرانيا تحتاج إلى مساعدة مالية لرفع الرواتب نظرًا لمواجهتها عجزًا في الميزانية يبلغ 40 مليار دولار سنويًا بسبب المجهود الحربي، بينما تحتاج إلى 25 مليار دولار على الأقل سنويًا لتلبية احتياجاتها من التصنيع الدفاعي، ما يرفع العجز المتوقع للعام المقبل إلى نحو 65 مليار دولار.

أزمة التجنيد ومقارنة مع النموذج الروسي

تواجه كييف بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب مشكلات جدية في جذب مجندين جدد، وأصبحت حملة التعبئة الواسعة غير شعبية بشكل متزايد، مدفوعة بمقاطع فيديو على الإنترنت لمسؤولي التجنيد العسكري وهم يحتجزون الرجال قسرًا في الشوارع ويدفعونهم إلى المركبات لإرسالهم إلى مراكز التدريب العسكري، وفق ما أشارت الصحيفة البريطانية.

كما ساهم عدم اليقين حول مدة الحرب وغياب أي وعد بالتسريح في زيادة السخط الشعبي، وفشل خفض سن التعبئة من 27 إلى 25 عامًا في تحقيق تحسن يُذكر، بينما رفض زيلينسكي النصائح الغربية لخفضها أكثر، مستشهدًا بالتحديات الديموغرافية وعدم الدعم الشعبي.

تأمل حكومة زيلينسكي أن تشجع الرواتب التنافسية مقترنة بحملات التجنيد الجذابة على التطوع للخدمة العسكرية، كما يقدر المسؤولون الأوكرانيون الكبار أن الجيش يحتاج إلى أكثر من 30 ألف مجند جديد شهريًا للتنافس مع روسيا، لكنه نادرًا ما يصل إلى هذا الرقم.

وفي المقابل، تواصل روسيا تقديم مكافآت توقيع سخية ورواتب جذابة لاستقطاب عشرات الآلاف من القوات الجديدة شهريًا، ما سمح لها بتجنب التعبئة الإجبارية الجماعية وردود الفعل السلبية مثل تلك التي أثارها التجنيد في عام 2022.

مفاوضات دولية ومتطلبات إضافية

فتحت كييف مناقشات مع قادة غربيين رئيسيين، بما في ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ومسؤولون أمريكيون، لكن زيلينسكي وصف الأمر بأنه "قضية صعبة للغاية"، بحسب "فايننشال تايمز".

وأشار إلى أن واشنطن وافقت بالفعل على شراء طائرات مُسيَّرة مصنوعة في أوكرانيا، لكن حكومته تسعى الآن للحصول على عقد أكبر يتراوح بين 10 إلى 30 مليار دولار، مع حاجة عاجلة لـ6 مليارات دولار لزيادة إنتاج الطائرات المُسيَّرة المعترضة المصنوعة محليًا.

كما يسعى زيلينسكي لتأمين سبعة أنظمة صاروخية إضافية من طراز "باتريوت" للدفاع عن الأجواء الأوكرانية، مؤكدًا أنه "تلقى تأكيدًا رسميًا من ألمانيا لنظامين، ومن النرويج لنظام واحد، وأنه يعمل حاليًا مع الشركاء الهولنديين لإيجاد أنظمة أخرى.

الوضع الميداني والتطورات السياسية

رغم تأكيد زيلينسكي أن القوات الأوكرانية نجحت في إبطاء الزخم الروسي وأن الروس يعانون من خسائر فادحة، فإن هذا التقييم لم يتماشَ تمامًا مع تعليقات المحللين العسكريين أو قواته على خط المواجهة، وفق "فايننشال تايمز".

وأفادت مجموعة "ديب ستيت" الأوكرانية ذات الصلة بوزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية تتقدم في الجبهة الشرقية بأسرع وتيرة في عام، بينما وصفت مجموعة "فرونتيليجنس إنسايت" التحليلية الوضع حول مدينة بوكروفسك الاستراتيجية بأنه "حرج".

التقى زيلينسكي بالصحفيين بعد جولة ثالثة من محادثات السلام بين فريقه والمفاوضين الروس في إسطنبول، حيث تم إحراز بعض التقدم نحو إعداد لقاء محتمل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، رغم إشارة الكرملين إلى أن أي قمة ستأتي فقط بعد وضع اتفاق أوسع.