أكدت وزارة الخارجية التايلاندية، اليوم الجمعة، التزامها الكامل بنسبة 100% بالتوصل إلى حل سلمي للنزاع مع "بنوم به"، داعية في الوقت ذاته إلى وقف فوري لما وصفته بـ "الأعمال العدوانية" من الجانب الكمبودي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التايلاندية نيكورنديج بالانكورا، لوكالة رويترز، إن بلادها رفضت جهود دول ثالثة للوساطة من أجل إنهاء الصراع مع كمبوديا، وأصرت على أن توقف الأخيرة الهجمات وأن يُحل الوضع من خلال المحادثات الثنائية فقط.
وأضاف أن الولايات المتحدة والصين وماليزيا، التي تتولى الرئاسة الحالية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، عرضت تسهيل إجراء حوار، لكن بانكوك تسعى إلى حل ثنائي للصراع.
وذكر نيكورنديج في مقابلة "لا أعتقد أننا بحاجة حاليا إلى أي وساطة من دولة ثالثة".
يأتي هذا بعد تصريحات رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة بومتام ويشاياشاي، التي حذر فيها من استمرار الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا، قائلًا: "قد يتحوّل إلى حرب".
وقال "ويشاياشاي" في تصريحات للصحفيين وأوردتها وكالة "فرانس برس": "إذا ما شهد الوضع تصعيدًا، فهو قد يتحوّل إلى حرب، حتّى لو كانت الأمور تقتصر الآن على اشتباكات".
وأمس الخميس، قصفت مقاتلة تايلاندية من طراز "إف-16" أهدافًا في كمبوديا، بعد تصاعد التوتر المستمر منذ أسابيع بسبب نزاع حدودي بين البلدين.
وذكر الجيش التايلاندي أنَّ إحدى طائرات "إف-16" الست التي جهّزتها تايلاند لنشرها على طول الحدود المتنازع عليها؛ أطلقت النار على كمبوديا ودمّرت هدفًا عسكريًا، فيما تبادل البلدان الاتهامات ببدء الاشتباك.
من جهته، قال نائب المتحدث باسم الجيش التايلاندي ريشا سوكسوانون، إنَّ بلاده استخدمت القوة الجوية ضد أهداف عسكرية وفقًا لما هو مخطط، وقد أغلقت تايلاند حدودها مع كمبوديا.
إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الكمبودية، أنّ طائرات أسقطت قنبلتَين على طريق، وأنها تندد بشدة بالعدوان العسكري المتهور والوحشي لمملكة تايلاند على سيادة كمبوديا وسلامة أراضيها.
واندلعت الاشتباكات بعدما استدعت تايلاند سفيرها لدى كمبوديا في وقت متأخّر، الأربعاء الماضي، وأعلنت أنها ستطرد مبعوث كمبوديا في بانكوك؛ وذلك بعد أن فقد جندي تايلاندي آخر أحد أطرافه في غضون أسبوع نتيجة انفجار لغم أرضي زعمت بانكوك أنّه زُرِع أخيرًا في المنطقة المتنازع عليها.