تشهد فرنسا أيامًا عصيبة إثر تصاعد التوتر بين الحكومة والموظفين، الذين يرفضون رفع سن التقاعد إلى 64 عامًا، الأمر الذي تصر عليه الحكومة بشكل قاطع، والذي يقابله غضب الموظفين، والذي يتحول إلى مظاهرات تنتشر في أنحاء البلاد واضرابات تؤدي إلى تعطل النقل وشلل حركة المرور.
رئيسة الحكومة الفرنسية تستبعد أي مجال للتفاوض
استبعدت رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيث بورن، اليوم الأحد، التراجع عن خطّة رفع سنّ التقاعد، وشددت على أن الحد الأدنى لسنّ التقاعد (64 عامًا) غير قابل للنقاش، وقالت لإذاعة "فرانس إنفو": "هذا غير قابل للتفاوض"، وفقًا لـ"فرانس 24".
وقال وزير النقل كليمان بون، إن الحكومة لا تزال منفتحة على مزيد من المحادثات مع النقابات، لكنه أضاف أنها ستحافظ على هدف الإصلاح الرئيسي المتمثل في زيادة سن التقاعد عامين، إذ يبلغ حاليًا 62 عامًا.
تمسك الحكومة برفع سن التقاعد يتسبب في مظاهرات تجتاح البلاد
قال وزير النقل وعدد من هيئات النقل العام في فرنسا، اليوم الأحد، إن إضرابات النقابات العمالية في البلاد، احتجاجًا على خطة الحكومة لإصلاح نظام التقاعد، ستؤدي إلى اضطراب شديد في وسائل النقل العام يوم الثلاثاء المقبل، وفقًا لـ"رويترز".
ودعت النقابات إلى إضرابات ومظاهرات على مستوى البلاد يوم الثلاثاء، وقال وزير النقل لتلفزيون (إل.سي.آي): "سيكون يومًا صعبًا جدًا فيما يتعلق بالنقل العام.. نتوقع اضطرابات كبيرة".
تعطل حركة السكك الحديدية
وقالت شركة السكك الحديدية الحكومية (إس.إن.سي.إف)، في بيان، إن حركة الرحلات ستتعطل بشكل كبير على امتداد شبكتها بالكامل يوم الثلاثاء المقبل بسبب الإضراب، وأوصت الناس بإلغاء أو تأجيل رحلاتهم أو العمل من المنزل.
هيئة الطيران المدني تطلب خفض رحلاتها 20%
وصرحت هيئة الطيران المدني الفرنسية بأنها طلبت من شركات الطيران خفض برامج رحلاتها 20 في المئة في مطار باريس أورلي، يوم الثلاثاء، لكنها أضافت أنه على الرغم من هذا الإجراء الوقائي، يمكن توقع حدوث تأجيل لرحلات.
أكثر من مليون شخص بأول أيام الاحتجاجات
احتشد ما يزيد على مليون محتج على خطة الإصلاح وخرجوا إلى الشوارع في 19 يناير الجاري، وأدت الإضرابات في ذلك اليوم إلى توقف القطارات وعرقلة توليد الطاقة.
يًذكر أن زيادة السنّ الأدنى للتقاعد من 62 عامًا حاليًا إلى 64 عامًا جزء من حزمة إصلاحات رئيسية اقترحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لضمان التوازن المالي لنظام التأمين الاجتماعي في فرنسا.
ويشمل ذلك عدد سنوات المساهمة اللازمة للتأهل للحصول على معاش تقاعدي كامل، وشروطًا خاصة لمن بدأوا العمل في سنّ مبكرة، وأخرى للأمهات اللواتي أوقفن مسيرتهن المهنية لرعاية أطفالهن.