أعلنت الشرطة الإيرانية، اليوم الأربعاء، مقتل اثنين من عناصر حرس الحدود وإصابة آخر بجروح، جراء هجوم وُصف بـ"الإرهابي" استهدف موقعًا حدوديًا في مدينة بانه التابعة لمحافظة كردستان، غرب البلاد.
وذكرت وكالة أنباء فارس أن مركز معلومات الشرطة أفاد بوقوع اشتباك مسلح بين وحدة من قوات حرس الحدود ومجموعة مسلحة معادية، خلال تنفيذ دورية قرب نقطة الصفر على الحدود.
وقال العميد فرج رستمي، قائد شرطة الحدود في إقليم كردستان، إن عناصر فوج بانه اشتبكوا، مساء أمس، مع مسلحين حاولوا التسلل إلى داخل الأراضي الإيرانية، مضيفًا أن قواته تعاملت معهم باستخدام القوة النارية الكاملة.
وأوضح رستمي أن "الاشتباك أسفر عن إحباط محاولة التسلل، وتوجيه ضربة مباشرة للمجموعة المهاجمة"، مشيرًا إلى أن اثنين من حرس الحدود لقيا مصرعهما متأثرين بإصاباتهما البالغة خلال المواجهة.
حرائق وانفجارات متكررة
في سياق آخر، أكد مسؤولون إيرانيون أن سلسلة الحوادث التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أسبوعين، وتشمل حرائق وانفجارات في منشآت حيوية، هي على الأرجح ناتجة عن "أعمال تخريبية"، مرجحين ضلوع إسرائيل في تنفيذها.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين - من بينهم عنصر في الحرس الثوري - أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن استهداف مصافٍ نفطية، ومجمعات سكنية، ومواقع استراتيجية في عدة مدن إيرانية قد يكون جزءًا من "حملة منسقة تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي".
ووفقًا لأحد هؤلاء المسؤولين، فإن طهران تتجنب توجيه اتهام رسمي لتل أبيب في هذه المرحلة، خشية الانجرار إلى مواجهة عسكرية مباشرة، خصوصًا في ظل استمرار تعافي منشآتها العسكرية والدفاعية من تبعات المواجهة الأخيرة مع إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولًا أوروبيًا مطّلعًا على الملف الإيراني يرى أن سلسلة التفجيرات تحمل بصمات "حرب نفسية" تنفذها إسرائيل ضمن ما يعرف بـ"حرب الظل" المستمرة بين الطرفين.
ورغم أن إسرائيل امتنعت عن التعليق على هذه الاتهامات، كان رئيس جهاز الاستخبارات "الموساد" صرّح في وقت سابق هذا العام، بأن العمليات داخل إيران "ستتواصل كما كانت في السابق".
يُذكر أن السلطات الإيرانية لم تقدم حتى الآن تفسيرًا شاملًا للرأي العام حول تكرار حوادث الانفجار والحرائق، التي بلغ بعضها معدلًا يوميًا في مناطق مختلفة من البلاد، رغم الإشارة إلى أسباب فنية كالتسربات الغازية أو مشكلات في البنية التحتية.
وكان من بين أبرز تلك الحوادث، الحريق الذي اندلع في مصفاة نفط كبرى بمدينة عبادان جنوب البلاد، السبت الماضي، الذي أسفر عن وفاة شخص وإصابة آخرين، إضافة إلى توقف أحد خطوط الإنتاج.