وسط أجواء احتفالية تعكس روح الأردن وتاريخه العريق، تنطلق غدًا الأربعاء فعاليات الدورة 39 من مهرجان جرش للثقافة والفنون، تحت شعار "هنا الأردن.. ومجده مستمر"، في احتفاء سنوي بات يُمثل واحدة من أهم التظاهرات الفنية والثقافية بالمنطقة.
المهرجان، الذي يستمر حتى 2 أغسطس المقبل، يجمع بين الفن والموسيقى والأدب والمسرح، بإقامة أكثر من 450 فعالية متنوعة، يُمثل فيها الفنانون الأردنيون والعرب مشهدًا متكاملًا للحوار الثقافي.
حفلات المهرجان
واختارت إدارة المهرجان، الفنان عمر العبد اللات، المعروف بلقب "صوت الأردن"، ليكون نجم حفل الافتتاح على المسرح الجنوبي، تكريمًا لإسهاماته المميزة في نقل الأغنية الأردنية إلى المحافل العربية، يأتي ظهوره في افتتاح هذه الدورة كتأكيد البعد الوطني للمهرجان ودوره في ترسيخ الهوية الأردنية الثقافية والفنية، حسبما ذكر بيان إعلامي للمهرجان.
ويعد حفل الافتتاح بمثابة الانطلاقة الرمزية التي تحدد ملامح الدورة بأكملها، إذ قالت إدارة المهرجان، إن "العبد اللات يجسد بحضوره وأغانيه الشعبية والوطنية، جوهر الشعار الجديد للمهرجان (هنا الأردن.. ومجده مستمر)".
ويستضيف المسرح الجنوبي حفلات ضخمة لنجوم الغناء العربي، يتقدمهم الفنان ناصيف زيتون، الذي يُحيي أولى السهرات الجماهيرية بعد الافتتاح، كما يشارك في حفلات المهرجان على المسرح نفسه كل من نور مهنا، ميادة الحناوي، جوزيف عطية، وملحم زين، في ليالٍ طربية من الطراز الرفيع، إذ يضم البرنامج أيضًا النجم المصري محمد حماقي، والنجمة الإماراتية أحلام، لتكتمل خريطة الجنوب بمزيج فني من مختلف المدارس الغنائية العربية. قبل أن تختتم الفنانة السورية أصالة المهرجان على المسرح الجنوبي.
أما المسرح الشمالي فسيكون منصة للموسيقى البديلة والمعاصرة، إذ تشارك فرق غنائية منها أوتوستراد، Octave، وalsarah and the nubratones، إضافة إلى فنانين شباب منهم نويل خرمان، BIG SAM، رينا خوري، وعزيز مرقة، في توليفة تمزج بين الأنماط الحديثة والإيقاعات التراثية.
ويشهد المسرح الشمالي أيضًا ليلة أردنية مميزة بتنظيم من نقابة الفنانين الأردنيين، يشارك فيها عدد من الأصوات الأردنية منها أسامة جبور، نتالي سمعان، فيوليتا اليوسف، وعامر محمد، فضلًا عن مشاركة فرقة نايا النسائية، التي تُمثل صوت المرأة الأردنية في الموسيقى.
فعاليات تتجاوز جرش
يمتد مهرجان جرش هذا العام ليشمل فعاليات تُقام في أكثر من 8 محافظات أردنية، منها عمان، إربد، مأدبا، الزرقاء، والعقبة، إلى جانب مدينة جرش الأثرية. وتشمل مواقع الفعاليات، المركز الثقافي الملكي، المدرج الروماني، مركز الحسين الثقافي، ومركز زها الثقافي، إضافة إلى أماكن مفتوحة وشعبية تتيح التفاعل المباشر مع جمهور متنوع.
وتحرص إدارة المهرجان على تعزيز حضوره المجتمعي، من خلال الأنشطة الثقافية والشعرية والمعارض الفنية، إلى جانب الفعاليات المخصصة للعائلات والأطفال، ما يحول جرش إلى وجهة ثقافية وسياحية معًا.
ويشارك في دورة هذا العام فنانون ومبدعون من 34 دولة عربية وأجنبية، إضافة إلى مشاركة أكثر من 150 مطربًا أردنيًا، و534 موسيقيًا، و350 مسرحيًا، ما يعزز من حضور المهرجان كمنبر عالمي للتبادل الثقافي.
كما يشارك في البرنامج الثقافي 140 شاعرًا في أمسيات متعددة، فضلًا عن فعاليات تعنى بالحرف اليدوية، والفلكلور، وفنون التمكين، خاصة ما يتعلق بدور المرأة في المشهد الإبداعي الأردني، وتحتفي الدورة المقبلة بفن الرسم والكاريكاتير، وأيضًا الخط العربي، وتشهد إقامة ورش للأطفال المكفوفين، وإقامة المؤتمر الفلسفي العربي الـ13، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمفكرين العرب، وغيرها من الفعاليات الثقافية.
يعطي مهرجان جرش في نسخته الحالية مساحة لافتة للشباب، عبر إشراك 10 جامعات أردنية تُقدم عروضًا موسيقية ومسرحية تُمثل روح الجيل الجديد، ويأتي ذلك ضمن رؤية المهرجان للانفتاح على الطاقات الشابة وتجديد دمائه كل عام، بعيدًا عن النمطية، وفق ما أكدته إدارة المهرجان.