غيّب الموت المغنية الفرنسية بياتريس أوريا مونزون عن عمر ناهز 61 عامًا، في مدينة أجان بجنوب غرب فرنسا، بعدما تركت خلفها مسيرة حافلة في كبرى دور الأوبرا حول العالم، ورسخت اسمها كواحدة من أبرز نجمات الميتزو-سوبرانو في العقود الأخيرة.
اشتهرت مونزون عالميًا منذ مطلع التسعينيات بالقرن الماضي، لا سيما بعد تجسيدها دور "كارمن" في أوبرا باريس عام 1993، وهو الدور الذي كان بمثابة نقطة تحول مفصلية في مشوارها الفني، وأسهم في ترسيخ حضورها على الساحة الأوبرالية الدولية، ومنذ ذلك الحين ظلت اسمًا ملازمًا للأدوار التي تتطلب حسًا دراميًا عاليًا وصوتًا غنيًا بالأبعاد الفنية والعاطفية.
وداع من القلب
نعى عدد من الشخصيات البارزة الراحلة بكلمات مؤثرة، وأعربت وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة روزلين باشلو، عن حزنها العميق، عبر حسابها الرسمي على "إنستجرام"، ونشرت صورة لمونزون وعلّقت قائلة: "رحلت عنا بياتريس أوريا-مونزون.. يا له من حزنٍ لفقدان صديقة ومغنية رائعة.. إنها ميزو-سوبرانو استثنائية، كانت أيقونة في دور كارمن، ولمع اسمها كذلك في أدوار شارلوت وهيرودياس وتوسكا وليدي ماكبث والجيوكوندا وجوديث... جميعهن مثّلن بياتريس.. ارقدي بسلام يا بياتريس، فأنتِ خالدة في قلوبنا".
من جهتها، وصفتها مديرة أعمالها تيريز سيديل، بأنها "فنانة راقية وصريحة وصادقة ومحبوبة"، مشيرة إلى أن مونزون كان لها أثر بارز في تطوير الأداء الأوبرالي الحديث وترك بصمة فريدة في كل دور جسدته.
كذلك كتب مغني الأوبرا الإيطالي الشهير روبرتو ألانيا، الذي شاركها أداء أوبرا "كارمن"، رسالة وداع مؤثرة عبر "فيسبوك" قال فيها: "وداعًا يا بيا!".
مسيرة عالمية رفيعة
طوال مسيرتها الفنية، قدّمت بياتريس أوريا مونزون أدوارًا رئيسية في أوبرا توسكا، وليدي ماكبث، وغيرها من الأعمال الكلاسيكية الكبرى، وتألقت على خشبات المسارح في نيويورك وموسكو وفيينا وبرشلونة ولندن، لتظل واحدة من أبرز الأصوات النسائية في فن الأوبرا الأوروبي والعالمي، وبرحيلها يخسر عالم الأوبرا صوتًا دراميًا فريدًا، طالما أسر القلوب وألهم الأجيال، تاركة إرثًا فنيًا غنيًا سيظل شاهدًا على تميّزها وفرادة عطائها.