قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم السبت، إن بلاده لم تقتنع بعد بجدوى استئناف المفاوضات مع واشنطن، مضيفًا: "علينا أن نرى إرادة حقيقية لدى الطرف المقابل.. إرادة تسعى إلى حل يحقق مكاسب متبادلة".
جاءت تصريحات "عراقجي" خلال مقابلة مع قناة "CGTN" الصينية، مؤكدًا خلالها أن "ما حدث ليس نزاعًا، بل عمل عدواني سافر من جانب إسرائيل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. لم يكن لدينا خيار سوى الدفاع عن أنفسنا، وفعلنا ذلك".
وأضاف: "وقفنا بشجاعة على أرضنا، وأجبرنا المعتدين على التراجع وطلب وقف إطلاق نار غير مشروط، وهو ما قبلناه، لكن يجب القول إن هذا الوقف هش، لأن سجل هذا الكيان (الإسرائيلي) لا يمكن الوثوق به، لذا نحن متأهبون بالكامل لاحتمال خرقه".
وتابع: "لم نكن نرغب في هذه الحرب ولم نبدأها، لكننا كنا مستعدين لها، ولا نزال مستعدين في حال تجددها، رغم أننا لا نريد استمرارها".
وحول مستقبل الاتفاق النووي والموقف الإيراني، قال عراقجي: "إذا كنا لا نزال غير مقتنعين، فذلك لأننا ننتظر أن نرى جدية الطرف الآخر.. نحن واثقون تمامًا من أن برنامجنا النووي سلمي بالكامل، وليس لدينا أي مشكلة في مشاركة هذا اليقين مع الآخرين، لكن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا عبر التفاوض".
وأشار إلى أن إيران تفاوضت عام 2015 مع مجموعة 5+1 وتوصّلت إلى اتفاق نووي، حظي بترحيب دولي واسع، لكن أمريكا قررت فجأة الانسحاب من الاتفاق، وهو قرار مؤسف، وكل ما نعيشه اليوم هو نتيجة مباشرة لذلك الانسحاب.
ورداً على سؤال حول إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي، أجاب عراقجي: "نعم، أعتقد أن ذلك ممكن، ولكن كما قلت، هذا يتطلب إرادة حقيقية من الطرف الآخر، يجب أن يتم استبعاد الخيار العسكري، والمضي قدمًا نحو حل تفاوضي".
وأكد أن "الهجوم الأخير على منشآتنا أثبت أن الحل العسكري لا يمكنه التعامل مع برنامج إيران النووي، لا سبيل سوى حل دبلوماسي تفاوضي، وهذا لن يتحقق إلا إذا تخلّى الطرف المقابل عن طموحاته العسكرية وبدأ بتعويض الخسائر التي ألحقها بنا، عندها فقط سنكون مستعدين للعودة إلى طاولة التفاوض".