الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مدير مهرجان المسرح الحر بالسودان: انطلاق دورته التاسعة في أربع عواصم عربية لأول مرة

  • مشاركة :
post-title
د. علي سعيد مدير مهرجان المسرج الحر بالسودان

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

د. علي سعيد: دورة لا مركزية تستجيب لتحديات ما بعد الحرب
"المسرح من أجل الحياة".. فعل فني يقاوم الحرب ويحتفي بالإنسان

في لحظة فارقة من تاريخ السودان، حيث يعلو صوت الحرب فوق الحياة، ينهض "مهرجان المسرح الحر" من بين الركام، معلنًا انطلاق دورته التاسعة تحت شعار "المسرح من أجل الحياة"، كفعل فني مقاوم، ومساحة للقول الحر، ومنصة تعيد للإنسان كرامته، وتمنحه القدرة على الحلم من جديد.

اللافت في هذه الدورة، التي تُقام من 31 يوليو حتى 28 أغسطس 2025، أنها تتوزع بين أربع عواصم عربية: الخرطوم، القاهرة، الرياض، والدوحة، لتكون بذلك الدورة الأكثر انتشارًا جغرافيًا، والأشد تعبيرًا عن روح اللامركزية والمرونة الثقافية في مواجهة واقع مأزوم.

في حوار خاص لموقع "القاهرة الإخبارية", كشف د. علي سعيد، مدير المهرجان، عن ملامح الدورة الجديدة قائلًا:" نعيش وضعًا استثنائيًا، ولذلك اخترنا أن تكون هذه الدورة لا مركزية. ستُقام العروض بالتزامن في ولايات السودان الآمنة، إلى جانب ثلاث نسخ دولية في القاهرة، الدوحة، والرياض. عدد العروض في كل موقع يتراوح بين 7 إلى 10 عروض، باستثناء الدوحة التي ستكتفي بثلاثة عروض فقط".

وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُنفذ فيها المهرجان ميدانيًا على أرض الواقع في دول متعددة في التوقيت ذاته، وليس عبر الإنترنت، وهو ما يعكس إصرار المسرحيين السودانيين على البقاء والخلق وسط الدمار.

تحديات التمويل

لم تخلُ التحضيرات من العقبات، إذ أوضح سعيد أن أبرز التحديات تمثلت في تشتت المسرحيين السودانيين، وغياب البنية التحتية المناسبة داخل السودان، إضافة إلى صعوبات التمويل.

وأوضح: "اعتمدنا في ولايات السودان على شراكات مع الوزارات الولائية، رغم أن التمويل كان دون المستوى المطلوب، لكنه يكفي لإقامة الفعاليات، في الدوحة، تولى النادي السوداني الرعاية، وفي الرياض تمت تغطية التكاليف من تبرعات شخصية، أما في القاهرة، فنعمل على إبرام شراكات مع جهات مختلفة، منها مؤسسة المبدعين العرب، ومؤسسات سودانية مقيمة".

في كل ولاية سودانية تحتضن نسخة من المهرجان، سيتم تدشين الفعاليات بعرض مسرحي يليه قراءة ورقة فكرية موحدة تتناول دور المسرح في السلام والتنمية والعدالة الثقافية، ومن ثم تُفتح جلسات نقاش تفاعلي مع الجمهور والفنانين.

وسيُجمّع نتاج هذه الحوارات في وثيقة تحمل عنوان: "مانيفستو دراميي السودان"، وهي وثيقة جمالية وفكرية جماعية تُنشر في ختام المهرجان كأحد أبرز مخرجاته الفكرية".

أثناء تحضيرات الدورة التاسعة من المهرجان
الخرطوم تحتضن الفائزين

العروض الفائزة في كل ولاية ستُكرَّم بالمشاركة في الكرنفال المركزي بالعاصمة الخرطوم، لتُشكّل بانوراما وطنية تُبرز تنوع الهويات الثقافية السودانية، وتجعل من المسرح مساحةً للتسامح والتجدد والانتماء رغم النزوح.

يصاحب المهرجان ملتقى فكري يحمل عنوان "السياسات الثقافية في مفترق الطريق"، يهدف إلى مناقشة التحديات التي تواجه العمل الثقافي والمسرحي في السودان، ويتناول عدة محاور رئيسية، منها: المسرح والتنمية المجتمعية، دور اللامركزية الثقافية والولايات، الثقافة كحق أساسي بعد الحرب، السياسات الثقافية البديلة في ظل غياب الدولة، المسرح كأداة للتعافي الجماعي والعدالة الانتقالية.

ويهدف هذا الملتقى إلى وضع تصورات جديدة للسياسات الثقافية، تعكس حاجات الواقع وتحفز دور المسرح كرافعة للسلام الأهلي.

في وطن أنهكته الحرب، لا يُقام مهرجان المسرح الحر ليضيف سطرًا إلى الفعاليات، بل ليؤسس لمعنى جديد للمسرح بوصفه أداة للبقاء والتعبير والتداوي.

اللجنة العليا للمهرجان

تضم اللجنة العليا للدورة التاسعة نخبة من الأسماء المسرحية والإدارية التي تضطلع بإدارة الفعاليات داخل وخارج السودان، وهم: محمد السني دفع الله – الرئيس الفخري للمهرجان، مصطفى أحمد الخليفة – الرئيس المناوب، علي محمد سعيد – المدير العام، أحمد رضا دهيب – المنسق العام، شاكر حامد أب زيد – مدير شؤون الولايات والعلاقات الداخلية، زهير عبد الكريم صابر – مدير العلاقات الخارجية، أحمد عجيب – مدير الاتصال والدعم اللوجيستي، ومقرر عام المهرجان، يوسف أحمد عبد الباقي "أرسطو" – الأمين العام