يواصل لبنان مساعيه نحو تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني بدعم عربي ودولي، ورغم التقدم المحرز، لا تزال المخاطر قائمة، مما استدعى حراكًا جديدًا من الدول الشقيقة والصديقة.
تتصدر هذا الحراك اللجنة الخماسية المعنية بمساعدة لبنان، والتي تضم في عضويتها مصر والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وقطر.
كما أكد السفير المصري في لبنان، علاء موسى، عضو اللجنة الخماسية، أن اتفاق وقف الأعمال العدائية شهد خروقات كثيرة بعدم انسحاب إسرائيل الكامل.
وقال"موسى" في لقاء خاص مع القاهرة الإخبارية أن اللجنة الخماسية، بالتنسيق مع الدولة اللبنانية، تواصل عملها لتسهيل بعض الأمور ومعالجة القضايا التي تحتاج فيها الدولة اللبنانية إلى دعم.
وشدد السفير المصري على أن اللجنة تعمل على ثوابت تتمثل في حصر السلاح بيد الدولة، والإصلاحات الاقتصادية والقضائية.
وأشار إلى أن السفيرة الأمريكية ليزا جونسون دعت اللجنة لمناقشة رؤية المبعوث الأمريكي للبنان، توم باراك، التي يتركز عنوانها الرئيسي على الإصلاح الاقتصادي والقضائي، تتضمن هذه الرؤية تصورات لما تقوم به الدولة اللبنانية ومحفزات للعائد من هذا التطبيق، مؤكدًا أن أفكار المبعوث الأمريكي ليست غريبة عن اللجنة الخماسية أو عن الدولة اللبنانية.
وأضاف موسى أن هناك التزامًا على إسرائيل بالانسحاب من الجنوب وترسيم الحدود وعودة الأسرى. وأكد أن اللجنة تتفق على العناوين الرئيسية لرؤية المبعوث الأمريكي، خاصة في دعم الجيش اللبناني.
وأوضح موسى أن لبنان تعامل بإيجابية مع ورقة المبعوث الأمريكي توم باراك، مشيرًا إلى أن الورقة لم تقتصر على موضوع حصر السلاح في يد الدولة، لكنها تتضمن خطوات الإصلاح الاقتصادي والقضائي وكيفية بسط الدولة سيطرتها على أراضيها كافة.
وتابع موسى أن اللجنة الخماسية ناقشت الثوابت والأسس التي سيتم العمل عليها في المستقبل قبل انتخاب الرئيس اللبناني، وكان من ضمنها أمور متعلقة بحصر السلاح في يد الدولة والإصلاحات الاقتصادية والقضائية.
وأكد أن اجتماع اللجنة في السفارة الأمريكية، الذي دعت إليه السفيرة الأمريكية، أحاط اللجنة علمًا بمضمون الرؤية الأمريكية وما هو منتظر من الدولة اللبنانية من تفاعل، مؤكدًا أن ذلك كان فرصة جيدة للوقوف على موقف الدولة اللبنانية والمقترحات الأمريكية.
دعم مصري
وفيما يتعلق بالموقف المصري، أوضح السفير موسى أن موقف مصر في التعامل مع العهد الجديد للدولة اللبنانية واضح، مشيرًا إلى أن لقاء الرئيسين عبدالفتاح السيسي وجوزيف عون شهد توافقًا وتطابقًا في الرؤى، وأن مصر تدعم الأفكار التي تبناها الرئيس عون. وتوقع أن يحمل رد الدولة اللبنانية على الرؤية الأمريكية الكثير من الأفكار الإيجابية.
وأكد موسى أن هناك دعمًا سياسيًا مصريًا مطلقًا للبنان لأنه يحتاج إلى دعم من أشقائه، وأن مصر توفر الدعم للرئيس عون لامتلاك أدواته من خلال الدعم السياسي والحديث مع الأصدقاء.
التصعيد الإسرائيلي المستمر
يُذكر أن جيش الاحتلال شن عدوانًا على لبنان في 8 أكتوبر 2023، تحول في 23 سبتمبر 2024 إلى حرب واسعة، أسفرت عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 نوفمبر 2024، بدأ وقف لإطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقت هذا الاتفاق أكثر من 3 آلاف مرة، مما أسفر عما لا يقل عن 239 شهيدًا و551 جريحًا، وفق بيانات رسمية. وفي تحد للاتفاق، يواصل جيش الاحتلال احتلال 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة، بالإضافة إلى مناطق أخرى يحتلها منذ عقود.