في ظل تصاعد التوترات في جنوب سوريا والعاصمة دمشق، تضغط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إسرائيل لوقف هجماتها على الأراضي السورية والدخول في حوار مباشر مع الحكومة في دمشق.
وتأتي الدعوات الأمريكية في وقت تُبدي فيه واشنطن قلقًا عميقًا من تداعيات الضربات الإسرائيلية على استقرار الحكومة السورية الجديدة ومستقبل جهود تطبيع العلاقات بين البلدين.
قلق أمريكي
كشف موقع "أكسيوس" اليوم الأربعاء، نقلًا عن مسؤول أمريكي كبير، أن إدارة ترامب طلبت من إسرائيل مجددًا وقف هجماتها على سوريا.
ولم يوضح الموقع ما إذا كان هذا الطلب قد صدر قبل أو بعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت اليوم مقر الجيش السوري ومناطق قريبة من القصر الرئاسي في دمشق.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن قلق الولايات المتحدة إزاء الضربات الإسرائيلية، مؤكدًا أنه تحدث مع الأطراف المعنية هاتفيًا وأن واشنطن ستعمل على هذه المسألة فورًا.
وأضاف روبيو أن الولايات المتحدة تريد وقف القتال عقب اندلاع اشتباكات بين قوات الحكومة السورية ومقاتلين من الدروز، بعد ساعات من الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء.
أعرب كبار المسؤولين الأمريكيين عن قلقهم العميق من أن الهجمات الإسرائيلية، وخاصة تلك التي استهدفت دمشق، قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الحكومة السورية الجديدة بشكل كبير وتضر بجهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل وسوريا، بحسب القناة "الـ12" الإسرائيلية.
وأفاد مسؤول أمريكي كبير للقناة العبرية، بأن الساعات الثماني والأربعين الأخيرة قد تمثل "ضربة موجعة" لجهود كانت قد أحرزت تقدمًا في الأسابيع الأخيرة نحو التوصل إلى اتفاق أمني جديد بين إسرائيل وسوريا، والذي كان يُنظر إليه كخطوة أولى نحو تطبيع العلاقات مستقبلًا.
خلاف أمريكي-إسرائيلي
وكشف مسؤول أمريكي كبير أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، أجرى عدة محادثات يومي الثلاثاء والأربعاء مع الوزير رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طالبًا من إسرائيل تهدئة الوضع.
وقال المسؤول الأمريكي: "طلبنا من الإسرائيليين التوقف والتنفس". وأوضح أن إدارة ترامب تحاول إدخال إسرائيل وسوريا في حوار مباشر لحل الأزمة.
ويبرز خلاف فعلي بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن ما إذا كانت الحكومة السورية متورطة في الهجمات على الدروز في مدينة السويداء.
تزعم مصادر أمنية إسرائيلية أن الحكومة السورية قتلت العشرات من الدروز في السويداء، بينما قال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل ملتزمة بحماية الأقلية الدرزية في سوريا كجزء من التزامها تجاه الطائفة الدرزية في إسرائيل.
في المقابل، أكد مسؤول أمريكي كبير أن المعلومات الاستخباراتية التي بحوزة الولايات المتحدة لا تشير إلى تورط الحكومة السورية في الجرائم التي شهدتها السويداء.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن الحكومة الإسرائيلية أوضحت لإدارة ترامب أنها ترى ما حدث في السويداء بمثابة هجوم على غرار "7 أكتوبر" ضد الطائفة الدرزية، مضيفًا أن الرد الإسرائيلي يتأثر بضغوط سياسية داخلية من جانب الطائفة الدرزية في إسرائيل على حكومة نتنياهو.
يذكر أن محافظة السويداء تشهد، منذ الأحد الماضي، اشتباكات متجددة بين مسلحين دروز وعشائر من البدو، مما دفع قوات الأمن السورية للتدخل. وقد سعت قوات مشتركة من الجيش والأمن الداخلي لاستكمال فرض سيطرتها على المدينة خلال تلك الفترة.