حددت واشنطن، متمثلة في وزير خارجيتها ماركو روبيو ونظرائه الأوروبيين، للنظام الإيراني مهلة نهائية حتى نهاية أغسطس المقبل للتخلي عن البرنامج النووي، بعد الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، لا يزال حجم الأضرار غير واضح.
واتفق وزير الخارجية الأمريكي مع نظرائه من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى على تحديد نهاية أغسطس كموعد نهائي للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
واتفق وزراء خارجية الدول الأربع على ذلك في مكالمة هاتفية، أول أمس الاثنين، وفقًا لما ذكره موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، نقلًا عن ثلاثة أشخاص مطلعين على المحادثة، وصرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، بأن المحادثة ركّزت على ضمان عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية.
ووفقًا لـ"أكسيوس"، تخطط الدول الأوروبية الثلاث لاستخدام ما يسمى بآلية "سناب باك" لفرض عقوبات على طهران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي، وينتهي اتفاق فيينا لعام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني رسميًا في أكتوبر المقبل، وبصفتهم مُوقّعين مشاركين، لدى الأوروبيين خيار إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة الصارمة السابقة على إيران دون مقاومة تُذكر حتى ذلك الحين، باستخدام آلية "سناب باك".
كان وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول صرّح قبل بضعة أسابيع بإمكانية لجوء الأوروبيين إلى هذه الآلية، قائلًا: "لدينا ورقة رابحة حقيقية، إنهم يعلمون ذلك في واشنطن، وسنستخدمها معًا بشكل منسق".
وفقًا لمعلومات من "أكسيوس"، يعتزم الأوروبيون التواصل مع إيران خلال الأيام والأسابيع المقبلة، مُبلغين إياها بأن بإمكانها تجنب فرض عقوبات عليها إذا اتخذت خطوات لطمأنة العالم بشأن برنامجها النووي.
وبدوره قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين، إن إيران تريد التحدث، لكنها ليست في عجلة من أمرها، وبرّر الجمهوري ذلك بموقفه المعروف بأن الولايات المتحدة دمرت المنشآت النووية الإيرانية في هجماتها قبل بضعة أسابيع، ولم يُحدَّد بعد بشكل قاطع مدى الضرر الذي لحق بأهم ثلاث منشآت نووية إيرانية.
وفي حين صرّح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بانفتاحه على الحوار مع الولايات المتحدة، علّقت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومع الخطط الأمريكية الأوروبية، بشأن إيران، تسعى طهران لتوثيق علاقتها مع حلفائها الصين وروسيا، خلال قمة منظمة شنجهاي، خاصة في أعقاب صراعها الأخير مع إسرائيل، التي انضمت إليها الولايات المتحدة في مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، في الوقت الذي توفّر بكين لإيران دعمًا اقتصاديًا وعسكريًا بالغ الأهمية يُضعف العقوبات وجهود الاحتواء التي تقودها الولايات المتحدة.
تعزز إيران قدراتها العسكرية، مُعربةً عن قلقها من تجدد الهجوم، نظرًا لعدم تحقيق أي تقدم دبلوماسي، كما تسعى إلى تعزيز تحالفاتها الدبلوماسية، التي لم تُحقق نتائج ملموسة تُذكر عندما تعرضت للهجوم.
اقترح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في اجتماع منظمة شنجهاي للتعاون، أمس الثلاثاء، إنشاء آلية دائمة لرصد وتوثيق وتنسيق الردود على العدوان العسكري، وأعمال التخريب، وإرهاب الدولة، وانتهاكات السيادة الوطنية للدول الأعضاء، وفقًا لوكالة مهر للأنباء.
ووصف "عراقجي" الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة على إيران بأنها "عمل عدواني"، وأضاف التقرير أنه اقترح أيضًا إطلاق منتدى أمني إقليمي يضم وكالات الدفاع والاستخبارات.
وتفتح عضوية منظمة شنجهاي بالنسبة لإيران للتعاون آفاقًا جديدة للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية تتجاوز الغرب، مما يساعد طهران على تجاوز عزلتها الحالية، وفي الأسبوع الماضي، حظيت إيران بدعم دبلوماسي كبير في قمة البريكس في البرازيل عقب الضربات الإسرائيلية الأمريكية على منشآتها النووية. وأبدت كل من الصين وروسيا تأييدها، ووصفت موسكو الضربات بأنها "غير مبررة".