تعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى مصر وفلسطين وإسرائيل، اليوم الأحد، هامة للغاية إذ إنها تفتح العديد من الملفات الشائكة فى المنطقة، خصوصًا فى ظل التوتر الشديد الذي تشهده الأراضي الفلسطينية خلال اليومين الماضيين، وتصاعد حدة الصراع مع قوات الاحتلال، بحسب خبراء في الشأن الدولي.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، توجهه لزيارة مصر وإسرائيل والضفة الغربية، وكتب فى تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "توجهت إلى مصر وإسرائيل والضفة الغربية، ورحلتي الرابعة إلى المنطقة بصفتي وزير الخارجية تؤكد التزامنا بتعميق العلاقات الثنائية والعلاقات بين الشعوب، وتعزيز حقوق الإنسان، وتقوية الأمن الإقليمي والعالمي".
Headed to Egypt, Israel, and the West Bank. My fourth trip to the region as Secretary underscores our commitment to deepen bilateral relationships and people-to-people ties, promote human rights, and strengthen regional and global security. pic.twitter.com/6UPtKCmuAd
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) January 28, 2023
وأجمع الخبراء في حديثهم لــ"القاهرة الإخبارية"، على أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي باتت ضرورية خصوصًا بعد التصعيد الأخير في الأراضي المحتلة، كما حذروا من حالة التوتر التى من الممكن أن تذهب بالقضية الفلسطينية إلى حالة من الفوضى يصعب السيطرة عليها.
دور مصر الإقليمى
المحلل السياسى، توفيق حميد، قال إنَّ التصعيد الذى شهدته الأراضي الفلسطينية دفع إلى قدوم وزير الخارجية الأمريكي لإيجاد حلول سريعة، والحفاظ على المنطقة من الدخول إلى صراعات ليس لها نهاية، خصوصًا فى ظل ما يشهده العالم من تحديات اقتصادية واجتماعية بسبب الأزمة الروسية-الأوكرانية.
وأكد المحلل السياسي أن تجدد الأحداث على الأراضى الفلسطينية يزيد من رغبة الإدارة الأمريكية في وضع حلول للمشكلة، متوقعًا التواصل مع الجانب المصري.
تحذير من الفوضى
وأوضح العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر، أنَّ الخطة التي قدم بها "بلينكن" إلى الشرق الأوسط زادت تعقيدًا، فالمشهد ينزلق إلى "الفوضى الأمنية" المتبادلة بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلي.
وأكد "عكاشة" لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن الأراضى الفلسطينية شهدت 3 عمليات باليومين الماضيين أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين فضلًا عن انتشار واسع لقوات الاحتلال الإسرائيلى وحرس الحدود وعمليات إغلاق واسعة للأراضى والمخيمات، وذكر أن كل هذه المشكلات تدفع إلى تغيير الأجندة التى يحملها وزير الخارجية الأمريكي إلى الشرق الأوسط.
ويرى "عكاشة" أنَّ التصعيد الأخير لم يكن وليد اللحظة، وإنما نتاج لما حدث فى جنين ونابلس والقدس الشرقية ووصف التعامل الأمريكي معها بأنه كان "خجولًا"، وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تضع تحفظًا كبيرًا على الحكومة اليمينية المتطرف الحالية، وتوقع أن يعكف بلينكن مع فريق عمله على صياغة ما يمكن أن يتبادله الطرفان.
تقويض عملية السلام
بينما لا يظن فارس بريزات، المحلل السياسي، أن يكون هناك خيرًا فى ظل حكومة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي (المتطرفة)، التى يسعى أعضائها إلى تقويض عملية السلام، وتسعى إلى السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية وتشريد المزيد المواطنين الفلسطينيين وهدم منازلهم وسحب التراخيص، فهذه الظروف لم تتغير ولن تتغير خلال العامين المقبلين، وتوقع أن يقع مزيد من العنف المتبادل، لأن الفلسطينيين يريدون مزيدًا من الحرية والتحرر من الاحتلال وإسرائيل.
وأكد الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، أنَّ الولايات المتحدة قادرة على حل القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هناك حقائق يعلمها وزير خارجية أمريكا بأن 77 % من القدس القديمة ملك للفلسطينيين.
ولفت إلى أن حالة عدم الرضا من الفلسطينيين تجاه "الاحتلال" بدأت من العام الماضى 2022، عقب هدم 666 منزلًا فلسطينيًا، وحذر "سنجر" فى حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، من فكرة توسّع قوات الاحتلال فى استخدام العنف، وعدم إعطاء الحقوق للفلسطينيين، وكلها عوامل تزيد من حالة عدم الرضا وشرارة تنفجر فى أي وقت.
وأكد أن وزير الخارجية الأمريكي ذهب إلى الضفة الغربية حاملًا بعض التحديات، أبرزها مواجهة الحكومة الإسرائيلية المتشددة، بالإضافة إلى طلب نتنياهو بضم الضفة الغربية للمستوطنات الإسرائيلية، ما اعتبره تحديًا للديمقراطية التى تنادي بها أمريكا.