عرض برنامج الصحافة العالمية عبر شاشة "القاهرة الإخبارية" حلقة جديدة سلّط فيها الضوء على فن الكاريكاتير، هذا الضيف الدائم في الصحف العالمية، الذي يختصر المشهد العام في رسمة بسيطة لنُبرز ما قالته الصحافة العالمية بريشة أحد الرسّامين.
نشرت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية كاريكاتيرًا لاذعًا للرسام كالوم بورشيل، يصوّر فيه حروف كلمةGaza وهي تتهاوى بين أنقاض وركام، بينما يقف شخصان أحدهما يقول ساخرًا: "أعتقد أن نتنياهو يجب أن يُرشّح لجائزة التدمير" – تلاعب ذكي بين"Peace Prize" و"Piece Prize"، في نقد ساخر للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وقدّمت صحيفة "الجارديان" البريطانية كاريكاتيرًا جريئًا للفنان بن جينينجز، يُظهر إيلون ماسك وهو يرقص مبتهجًا في معمل اخترع فيه روبوتًا يشبه هتلر، يضع شارة منصة X، وتتحوّل يده إلى منشار، بينما تتناثر الدولارات بجانبه وتظهر وثيقة بعنوان "مانيفستو حزب أمريكا" بجانب زجاجات كيميائية خطيرة – صورة تتهكم على تحالف السلطة والتقنية والشعبوية.
وعرضت صحيفة "لوموند" الفرنسية كاريكاتيرًا للفنان اللاتفي جاتيس سلوكًا، يصوّر فيه إيلون ماسك وهو يشق طريقه بعلم "حزب أمريكا" بين رمزي الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الحمار والفيل، في إشارة إلى طموحه لتأسيس تيار سياسي جديد يُزاحم القوى التقليدية.
وسخرت صحيفة "تليجراف" البريطانية من ضعف الموقف البريطاني في ملف الهجرة، في كاريكاتير للفنان بلاور، يصوّر رئيس الوزراء كير ستارمر وهو يخاطب ماكرون بلقب "جلالة الملك"، فيما يظهر الرئيس الفرنسي جالسًا على العرش البريطاني مرتديًا قلادة الملك تشارلز وصَولجان الحكم – استعارة ساخرة من عجز بريطانيا أمام باريس في أزمة المانش.
ورسمت صحيفة "التايمز" البريطانية كاريكاتيرًا لافتًا للفنان مورتن مورلاند، يظهر فيه قارب مهاجرين يعبر بحر المانش، يشير أحدهم نحو اليابسة قائلًا: "إنه نايجل فاراج!" – حيث يبدو زعيم حزب الإصلاح البريطاني مبتهجًا بوصولهم، في سخرية لاذعة من استغلاله السياسي لأزمة اللاجئين رغم خطابه المناهض لهم.
وجسّدت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية كاريكاتيرًا للفنان كاي مينج، يُظهر ترامب في هيئة العم سام جالسًا على الكرة الأرضية، يغرس مطرقة ضخمة مدببة ترمز للتعريفات الجمركية في كل بقعة، قبل أن يتساءل ببرود: "من التالي؟" – نقد لسياسات ترامب الاقتصادية العالمية القائمة على الضغط والترهيب التجاري.
وانتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بريشة الفنان مايكل باتريك راميريز، سياسة ترحيل العمالة الوافدة، في كاريكاتير يصوّر سيدة تحمل حبة أفوكادو في السوق، وتقول للبائع: "من يحتاج لنظام كفء؟ لنرحّلهم جميعًا!"، فيرد البائع: "هذا سيكلفك 68 دولارًا" – مشهد ساخر يفضح أثر غياب العمالة على ارتفاع الأسعار.
وصوّرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية برسمة للفنان عيران وولكوفسكي، ما وصفته بـ"المدينة الإنسانية – نيو رفح"، حيث تظهر الجرافات وهي تهدم منازل غزة، تمهيدًا لبناء مشاريع على أنقاضها، وسط يافطة تحمل هذا الاسم الجديد. الكاريكاتير يسخر من ازدواجية خطاب الإعمار في ظل التهجير والدمار.
ووثّقت صحيفة "ذي آيرش تايمز" الأيرلندية بكاريكاتير مجهول التوقيع، مشهدًا لعائلة فقيرة تحيط بمائدة شبه خاوية، بينما الأب، بملابس ممزقة يقدّم طعامًا داخل جريدة تقول إن "أيرلندا ثاني أغنى دولة في أوروبا" – تعبير ساخر عن تناقض الثروة الوطنية مع واقع الأسر الفقيرة.
وسخّرت صحيفة "ذا جابان نيوز" اليابانية بريشة الفنان درو شينيمان، من سياسات ترامب الصحية، حيث يظهر وهو يخاطب أمًا فقيرة تجر طفلًا معاقًا على كرسي متحرك قائلًا: "مشروعي العظيم يقلّص تمويل ميديكيد... لا تقلقي، لن تكون هناك علاجات أصلًا" – سخرية قاتلة من قرارات تقشف تمسّ أضعف الفئات.