الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مرة كل ألف عام.. غضب الطبيعة يضرب أمريكا بـ4 عواصف نادرة خلال أسبوع

  • مشاركة :
post-title
غضب الطبيعة يضرب أمريكا

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

في أقل من أسبوع، تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لأربع عواصف شديدة تاريخية، تحدث كل واحدة منها مرة واحدة فقط كل ألف عام، نتج عنها فيضانات هائلة، وتسببت في سقوط ضحايا وتدمير واسع للبنية التحتية في عدة ولايات، وتوقع الخبراء أن تصبح شائعة في المستقبل بسبب التغيرات المناخية.

كانت البداية الخميس الماضي، عندما هبت عاصفة مفاجئة بوسط ولاية تكساس، تسببت في سقوط أمطار غزيرة، نتج عنها فيضانات كارثية، أدت بدورها إلى ارتفاع منسوب نهر جوادالوبي، لأكثر من 20 قدمًا خلال 90 دقيقة، ما أدى إلى جرف الطرق وإحداث دمار واسع النطاق.

فيضانات تكساس

وبحسب الأرقام الرسمية، لقي ما لا يقل عن 120 شخصًا حتفهم في ست مقاطعات بالولاية، بما في ذلك مقتل 60 بالغًا و36 طفلًا، وانتقلت عمليات البحث والإنقاذ على طول النهر إلى مرحلة انتشال الجثث، حيث لا يزال هناك 173 شخصًا في عداد المفقودين، بعدما فُقِد الأمل في العثور عليهم أحياء.

بعد يومين تقريبًا، بحسب صحيفة "ذا هيل"، غمرت العاصفة الاستوائية شانتال أجزاءً كبيرة من ولاية كارولاينا الشمالية، وحدثت فيضانات واسعة النطاق في وسط الولاية، حيث هطلت أمطار غزيرة على بعض المناطق بلغت نحو 12 بوصة خلال 24 ساعة فقط، ولا يزال العدد الإجمالي للوفيات يتم تحديثه، مع تحذيرات بفيضانات جديدة.

تغير المناخ

وفي نيو مكسيكو، لقي ثلاثة أشخاص على الأقل مصرعهم، بسبب الفيضانات المفاجئة التي وصفت بالمُدمِّرة، واجتاحت القرى وغمرتها بالكامل، ما أدى إلى تضرر نحو 400 منزل، وفي اليوم نفسه في شيكاغو، سقط ما يصل إلى خمس بوصات من المطر في 90 دقيقة فقط، عقب عاصفة مفاجئة.

ويرى خبراء العلوم والبيئة والمناخ، بحسب شبكة "إن بي سي نيوز"، أن العواصف الأربع التي ضربت أجزاء مختلفة من الولايات المتحدة، هي نادرة الحدوث باحتمال 0.1%، وتحدث مرة واحدة على الأقل كل ألف عام، ورجحوا أن يصبح الأمر أكثر شيوعًا بسبب تغير المناخ في المستقبل.

العالم الدافئ

وفي الوقت نفسه، أكد الخبراء أنه يصعب تحديد التأثير الدقيق الذي أحدثه تغير المناخ على الأحداث الجوية الفردية الحالية، ولكن مجرد رؤية أحداث تاريخية وقياسية في أجزاء متعددة من الولايات المتحدة، على مدى أسبوع واحد، هو أمر يثير القلق بشدة، إلا أنهم يتفقون على أن العالم الدافئ يتسبب في تلك العواصف.

ووفقًا لهم، يمكن للغلاف الجوي الدافئ أن يحتفظ بكمية أكبر من الماء، ما يجعل العواصف قادرة على الهطول بكميات هائلة من الأمطار على اليابسة، فيما أظهرت الدراسات أنه مقابل كل درجة فهرنهايت ترتفع فيها درجة حرارة الكوكب، يمكن للغلاف الجوي أن يحتفظ بكمية أكبر من الرطوبة تتراوح بين 3 و4% .

خطر الفيضانات

يأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال فيه 14 مليون أمريكي تحت مراقبة خطر الفيضانات في أجزاء من كارولينا الشمالية وفيرجينيا وميريلاند، وجنوب نيو إنجلاند، ويرجع ذلك إلى تحرك الأمطار الغزيرة، وفي الوقت نفسه من المحتمل هبوب عواصف شديدة في أجزاء من كانساس ونبراسكا وأيوا، حيث يُحتمل هطول برد ورياح عاتية وأعاصير متفرقة.