بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، تطويق منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة، وذلك بعد يومين من حادث وصفه جيش الاحتلال بـ"الكمين المُدبّر" أسفر عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين.
تظهر الوثائق التي نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دبابات تحاصر المدينة، التي تقع على بُعد 3 كيلومترات فقط من الحدود بين القطاع والأراضي المحتلة.
صرّح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له بأن فرقة قتالية من لواء جفعاتي، بقيادة الفرقة 162، انضمت إلى قوات الفرقة 99 وبدأت عملياتها في بيت حانون.
وأضاف البيان أن القوات تعمل على تدمير البنية التحتية لحماس، والقضاء على عناصرها، وإضعاف قدراتها العسكرية في المنطقة.
وسبق لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن نفّذ 4 عمليات في بيت حانون، حيث دمّرت قواته جزءًا تلو الآخر من المدينة، والآن وصلت إلى ما وصفته بـ"النواة الصلبة".
تفاصيل الكمين
كشف تحقيق أولي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الهجوم وقع أثناء تحرك كتيبتين لتطهير المنطقة، وتفيد التفاصيل أن قوة من كتيبة 97 "نتساح يهودا" التابعة للواء "كفير" كانت تعبر الطريق سيرًا على الأقدام عندما تم تفجير لغمين فيها عن بعد.
خلال عملية إخلاء المصابين من منطقة الألغام، أطلقت عناصر الفلصائل الفلسطينية النار على فرق الإنقاذ، ما أدى إلى تعرض القوة المساندة لإصابات إضافية وتعقيد عملية الإخلاء. حينها، تم إرسال المزيد من فرق الإنقاذ لإجلاء المصابين، من بينهم ضابط كبير، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن القوة المستهدفة في بيت حانون تعرضت لتفجير أربع عبوات ناسفة بشكل متتالٍ وليس في آن واحد، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إجلاء القتلى والمصابين من منطقة الكمين بواسطة المروحيات إلى عدة مستشفيات جرى في ظروف معقدة واستغرق عدة ساعات.
وفي السياق ذاته، قالت إذاعة جيش الاحتلال عن قادة إسرائيليين في غزة، إن أكثر من 70% من الإصابات في الأشهر الأخيرة كانت نتيجة العبوات الناسفة.
وأشارت إلي أن العبوات الناسفة تسببت بمقتل 27 من أصل 38 جنديًا منذ تجدد القتال بمارس الماضي.
تصعيد مكثف
بالتوازي مع توسع الاحتلال عملياته العسكرية في شمال قطاع غزة، يقصف سلاح الجو الإسرائيلي خان يونس ومدينة غزة بكثافة.
وفي غزة، وُصف جيش الاحتلال الهجمات على حي التفاح بـ"حزام ناري"، وتُظهر اللقطات دخانًا يتصاعد بكثافة في السماء.
كما هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي المنطقة المحيطة بمستشفى ناصر في خان يونس، ما أدى إلى تصاعد الدخان منها.
ارتفاع أعداد القتلى
تصاعدت عمليات الفصائل الفلسطينية بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية، وأدت لمقتل وإصابة عشرات الجنود والضباط في مناطق مختلفة بالقطاع.
وفي الأيام الماضية، بدا تصاعد عمليات المقاومة لافتًا في خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث قُتل وأصيب العديد من الجنود الإسرائيليين.
كان شهر يونيو الماضي الأكثر دموية في صفوف جيش الاحتلال، حيث قتل 20 جنديًا وضابطًا خلاله وأصيب آخرون، وفق ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي.
منذ تجدد الحرب على غزة في مارس الماضي، قتل 37 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا، وأصيب 98 على الأقل، بينما قتل 50 ضابطًا وجنديًا وأصيب ما لا يقل عن 118 آخرين، منذ بداية العام الجاري.
ووفق إفادات الجيش الإسرائيلي، قُتل 887 ضابطًا وجنديًا منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، بينهم 443 أثناء العدوان البري في غزة.