كشفت تحقيقات الشرطة الإسبانية تفاصيل جديدة في الحادث المميت، الذي أنهى مسيرة اللاعب ديجو جوتا، نجم نادي ليفربول الإنجليزي الأسبوع الماضي، برفقة شقيقه على الطريق السريع في غرب إسبانيا، حيث كان متوجهًا إلى المملكة المتحدة.
كانت التكهنات انتشرت عقب وفاة اللاعب البرتغالي، حول السبب الرئيسي للحادث، ومن كان يقود السيارة، وهل السرعة الزائدة سبب فيها.. أو سوء حالة الطريق؟.. بينما أرجع آخرون السبب إلى انفجار إطار السيارة.
انفجار وانحراف
كان ديجو جوتا البالغ من العمر 28 عامًا، والأب لثلاثة أطفال، قد قرر السفر إلى المملكة المتحدة للانضمام إلى فريقه عبر البحر، بعدما نصحه أطباؤه بعدم السفر بالطائرة بعد إجرائه لعملية جراحية في إسبانيا، لكن على طريق السريع المسمى A-62 على بُعد عشرة أميال فقط من الحدود مع البرتغال، انحرفت السيارة عن مسارها.
نتيجة للحادث اشتعلت النيران في السيارة اللامبورجيني البالغ ثمنها 185 ألف جنيه استرليني، التي كان بداخلها جوتا وشقيقه، وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قالت الشرطة في البداية إن كل شيء يشير إلى انفجار أحد الإطارات أثناء مرور السيارة على الطريق الواقع داخل بلدة سيرناديلا.
تكهنات أولية
وخلال الأيام الماضية، لم تتمكن الشرطة من معرفة مَن كان يقود السيارة، نتيجة لاشتعالها بالكامل وتدميرها بصورة أعاقت معرفة من كان جالسًا على الكرسي الأمامي للسائق، وعملوا على إجراء الفحوصات لمكان الحادث وانتظار تقرير الطب الشرعي ونتيجة العينات لرسم صورة واضحة للحادث.
لكن خبراء مستقلين أثارو جدلًا محليًا، من أن الطريق الذي وقع عليه الحادث كان مليئًا بالعديد من العيوب، ونقلت الصحف الإسبانية تصريحات رئيس الجمعية الإسبانية لمراقبي السلامة على الطرق ASEVI، الذي أكد أن سطح الطريق كان عاملًا مساهمًا في وفاة ديجو جوتا وأنه مليئ "بالعديد من العيوب" ومسرحًا لحوادث مماثلة.
ويعرف الطريق أيضًا باسم الطريق السريع رياس باجاس، بحسب مصادر في مجلس المدينة، تحدثت للصحف المحلية، ووصفوه بأنه نقطة سوداء للحوادث، بسبب الوجود المنتظم للحيوانات البرية، وخاصة الذئاب الأيبيرية والغزلان التي غالبًا ما تكون سببًا للاصطدامات مع السيارات ليلًا.
السبب الرئيسي
وبعد إجراء التحقيقات التي يعتقد أنها نهائية، وفقًا لـ"ديلي ميل"، كشفت الشرطة الإسبانية لأول مرة عن هوية الشخص الذي تعتقد أنه كان يقود السيارة التي قتلت ديوجو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا، وأعلنت عن ثقتها التامة من أن ديجو جوتا هو الذي كان يقود السيارة أثناء الحادث المميت.
وأكد المحققون أنهم يعملون على وضع اللمسات النهائية لتقرير الخبراء تمهيدًا لتسليمه إلى المحكمة الإسبانية في منطقة بويبلا دي سانابريا، التي شهدت الحادث، وتشير الاحتمالات جميعًا إلى سبب واحد يمكن أن يكون وراء الحادث المميت ألا وهو تجاوز السرعة المقررة على الطريق.
وداع وميراث
كان ديجو جوتا متجهًا إلى مدينة سانتاندير الساحلية في شمال إسبانيا برفقة شقيقه لركوب عبّارة إلى المملكة المتحدة ثم التوجه إلى ليفربول، وتزوج من حبيبة طفولته روت كاردوسو، أم أطفالهما الثلاثة، في 22 يونيو الماضي، وأقيمت جنازة الشقيقين، السبت الماضي، في كنيسة بمسقط رأسهما جوندومار بالقرب من بورتو.
ومن المنتظر، أن ترث أرملة جوتا ما يصل إلى 35 مليون جنيه إسترليني من تركته من أجل الأمن المالي لها ولأطفالها الثلاثة، وفق ما كشفته صحيفة "ميل أون لاين"، حيث كان قد وقّع جوتا أول عقد مع ولفرهامبتون واندررز في عام 2018 الذي جعله يحصل على 38 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع.
وقد حصل على ما يقرب من 4 ملايين جنيه إسترليني خلال عامين، قبل أن يحقق نجاحًا كبيرًا بانتقاله إلى أنفيلد، وحصل خلال العامين الأولين من عقده الممتد لأربع سنوات مقابل 83,000 جنيه إسترليني أسبوعيًا على 8 ملايين و600 ألف جنيه إسترليني أخرى، ونتيجة لموهبته الهائلة، مدّد ليفربول العقد ورفع راتبه إلى 140 ألف جنيه إسترليني، ما جعله يكسب 21 مليونًا و840 ألف جنيه إسترليني قبل وفاته المأساوية.