الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الرئيس المصري: ندعم مساعي تحقيق التوافق الوطني في الصومال

  • مشاركة :
post-title
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود

القاهرة الإخبارية - متابعات

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، دعم بلاده الكامل للمساعي الرامية إلى تحقيق التوافق الوطني في الصومال، مُشيدًا بجهود الرئيس حسن شيخ محمود، في تحقيق الاصطفاف الوطني داخل المجتمع الصومالي.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيسان، اليوم الاثنين، في مدينة العلمين، حيث ناقشا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين في ضوء الإعلان السياسي المشترك الموقع في يناير الماضي، وسُبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات.

وقال الرئيس المصري: "ناقشنا القضايا الثنائية والإقليمية، وتناولنا الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، وأكدنا أهمية تنسيق الجهود للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي".

من جانبه، ثمّن الرئيس الصومالي دعم مصر المتواصل للصومال على كافة المستويات، مشيرًا إلى أهمية التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس المصري في المؤتمر الصحفي:

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي فخامة الرئيس الدكتور "حسن شيخ محمود"، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة،

يسعدني أن أرحب بكم مجددًا في بلدكم الثاني، مصر، في زيارة تجسد عمق الروابط الأخوية التي تجمع بين بلدينا، والقائمة على وحدة التاريخ والدين والثقافة، فضلاً عن رؤى وأهداف مشتركة.

وتأتي هذه الزيارة في إطار حرصنا المتبادل على الارتقاء المستمر بشراكتنا الاستراتيجية، بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين، ويسهم في دعم جهود التنمية وترسيخ الاستقرار في الصومال ومنطقة القرن الإفريقي.

السادة الحضور،

شهدت مباحثاتي اليوم مع فخامة الرئيس حسن شيخ محمود نقاشًا معمقًا حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام، وفي مقدمتها الأوضاع الأمنية والسياسية في القرن الإفريقي، وأمن البحر الأحمر. وقد توافقنا على استمرار تكثيف التعاون لضمان استقرار هذه المنطقة الحيوية، لما لها من تأثير مباشر على الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي.

تناولنا أيضًا خلال المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية في ضوء الإعلان السياسي المشترك، الموقع في يناير الماضي، والهادف إلى ترفيع العلاقات بين بلدينا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. واتفقنا على أهمية البناء على الزخم الراهن، واتخاذ خطوات ملموسة لتعميق التعاون في مجالات محددة تحظى باهتمام مشترك، لا سيما في الجوانب السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، مع التأكيد على مواصلة التشاور والتنسيق في مختلف الملفات ذات الصلة.

وفيما يتعلق بالتعاون في المجالين العسكري والأمني، أكدنا التزامنا بمواصلة التنسيق في إطار بروتوكول التعاون العسكري الموقّع بين بلدينا في أغسطس ٢٠٢٤، من أجل دعم قدرات الكوادر الصومالية، وتعزيز دور المؤسسات الوطنية في حفظ الأمن والاستقرار، ومكافحة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وتمكين الدولة الصومالية من بسط سيادتها وسيطرتها على كامل التراب الوطني.

كما تطرقنا إلى مشاركة مصر العسكرية والشرطية في بعثة الاتحاد الإفريقي الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال، التي تهدف إلى دعم الجهود الوطنية لإرساء الأمن، حيث اتفقنا في هذا الصدد على أهمية التنسيق مع الشركاء الدوليين، في إطار تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وذلك لضمان توفير تمويل كافٍ، ومستدام، وقابل للتنبؤ لتلك البعثة، بما يمكّنها من تنفيذ ولايتها على نحو فعال.

ولا يفوتني في هذا السياق أن أشيد بجهود أخي فخامة الرئيس "حسن شيخ محمود" في تحقيق اصطفاف وطني بين مكونات المجتمع الصومالي، إزاء القضايا المُلحة التي تواجه بلاده مثل مكافحة الإرهاب، والحفاظ على وحدة الدولة، وبناء مؤسساتها. وقد أكدتُ لفخامته دعم مصر الكامل لكافة المساعي الرامية إلى تحقيق توافق وطني بشأن الملفات السياسية في الصومال، بما يُعزز الأمن ويرسّخ أسس الاستقرار والتنمية المستدامة في الصومال.

أخي فخامة الرئيس،

لقد قطعنا معًا خلال الأشهر الماضية خطوات جادة وواضحة نحو ترسيخ العلاقات الثنائية وتعميق التنسيق في مختلف المسارات، وعلينا اليوم مواصلة هذا النهج، وتعزيز وتوسيع دائرة التعاون بما يرتقي لطموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين.

وفي الختام، أرحب بكم مجددًا أخي فخامة الرئيس، وبالوفد الكريم المرافق، ضيوفًا أعزاء في مصر. وأتطلع إلى استمرار التنسيق الوثيق بيننا في مختلف القضايا ذات الأولوية، والعمل معًا من أجل أمن واستقرار الصومال، والقرن الإفريقي، ومنطقة البحر الأحمر.